شكلت قضية إختفاء مراهق مغربي، مؤخرا، بمدينة ليتشي بأقصى جنوبإيطاليا لغزا حير المحققين، واضحى حديث وسائل الإعلام المحلية، حيث لم يظهر له أثر منذ خروجه، يوم 28 يوليوز، من منزله الكائن ببلدة ساليتشي سالينتينو حيث يقطن رفقة والديه وعائلته، ويجري البحث عنه من طرف الشرطة والعائلة منذ ذلك الحين. واهتمت وسائل الإعلام المحلية بإيطاليا مند نهاية الأسبوع الماضي، بخبر اختفاء هذا القاصر، ويغدي الوقت الذي يمر مشاعر القلق لدى السلطات والمجتمع الايطالي، خصوصا في هذا الوقت الذي يعمل فيه تنظيم "داعش" على استقطاب المزيد من القاصرين والشباب. وهو ما فندته عائلة القاصر أسامة التي نفت خبر التحاقه بالتنظيم الارهابي.
وكانت عائلة أسامة قد فقدت أخبار ابنها البالغ من العمر 14 سنة مند 28 يوليوز الماضي عندما غادر منزل أبويه بمدينة "ساليس سالونتينو" بمقاطعة "لا بروفانس دو لوتشي" جنوبايطاليا، تاركا هاتفه وجميع وثائقه الثبوتية وأغراضه لخاصة بالمنزل.
وقد وضعت عائلة أسامة شكاية في موضوع الاختفاء لدى المدعي العام بمدينة لوتشي، في وقت نفت فيه أن يكون لابنها أي إرتباط سابق بتنظيم "داعش"، حيث صرح والده عزيز يوم السبت الماضي لوسائل الإعلام الإيطالية، أن ابنه غير متشدد، فيما صرح إمام مسجد المدينة صفي الدين المعراوي بدوره أن أسامة كان يواضب على الحضور الى المسجد طيلة سنة من الأن، وكان هادئا.
وفي لقاء له مع الصحافة في مسجد مدينة ساليتشي سالينتينو وجه والد المراهق المغربي نداءا إلى ابنه للعودة إلى المنزل، مستبعدا بشكل كبير إحتمال إلتحاق ابنه بأي تنظيم، ومرجحا كونه فقط ربما خرج بسبب تصرف طائش بالنظر إلى سنه الصغير. الأب الذي كان في الندوة الصحافية مرفوقا بابنه الآخر الأكبر وإمام مسجد المدينة أورد أن ابنه إنسجم جيدا في النسيج المجتمعي الإيطالي و"لا يمكن تصديق كونه يتبنى أفكارا متطرفة ".
من جهته أكد إمام مسجد بلدة ساليتشي سالينتانو على أن"القول بالتحاق الفتى المغربي بأي تنظيم هو ضرب من ضروب الخيال"، لأنه حسب قوله "ليس سوى طفل يعيش دينه في هدوء واعتدال ". وتأسف الإمام أيضا للتسرع في التكهن بأسباب الإختفاء وربطها بالأفكار المتطرفة.
ولم تفض التحقيقات لحد الآن إلى أي ارتباط للقاصر بتنظيم "داعش"، خصوصا بعد تحليل رسائله على مواقع التواصل الاجتماعي، ليبقى الشيء المؤكد الوحيد لدى الشرطة هو مروره يوم الأربعاء الماضي على الساعة 11 والنصف بمحطة القطار "ساليس" وبعدها بمحطة "لوتشي"، بعدما تعرف عليه والده من خلال كاميرات المراقبة بالمحطات السالفة الذكر.
وكانت المخاوف أثيرت حول إمكانية انتقال القاصر إلى جماعات تنظيم الدولة التي تجند القاصرين للقتال في سوريا والعراق وليبيا القريبة من إيطاليا، خصوصا وأن التنظيم يتوفر على خلية بمدينة "سلونتوغير" بعيدة عن مدينة ساليس بإيطليا.
هذا وياتي إختفاء الطفل المغربي أسامة في الوقت الذي لا يزال فيه البحث جاريا عن فتاة مغربية تدعى مريم الرحايلي، وتبلغ من العمر 19 سنة ، والتي يكاد يجزم المحققون بكونها سافرت إلى تركيا للإلتحاق بمعسكرات تنظيم “داعش” بالأراضي السورية..