أعلنها، برنار كازنوف، وزير الداخلية الفرنسي، مدوية لتسمعها آذان أعداء المغرب، سواء كانوا بفرنسا أو بغيرها، حيث أكد على أن العلاقات المغربية الفرنسية تستمد قوتها من الروابط التي ظلت على الدوام أكثر متانة وعمقا بين البلدين، وتستمد قوتها وطاقتها من الاحداث التاريخية، ومن الروابط المعاصرة التي ظلت على الدوام أكثر متانة وعمقا بين البلدين. في الخطاب السياسي كما يعرفه أهله ليست هناك جملة إنشائية زائدة، بل كل كلمة رسالة. فما هو الهدف من كلام كازنوف في وقت عادت العلاقات بين البلدين إلى سبيلها الصحيح؟ فكازانوف يريد أن يقول إن ما يربط بين فرنسا والمغرب ليست علاقات تقليدية، ولكن بحكم الشروط والظروف فهي علاقات استراتيجية، وهذه العلاقات ينبغي أن تكون في مستواها التاريخي.
فعلاقات من هذا النوع لا يمكن أن تكون عرضة للاهتزازات مهما كانت الظروف، لأنها أعمق من أن تنالها مثل هاته العوارض، خصوصا في ظروف تاريخية مثل التي يعيشها العالم، الذي أصبح قرية صغيرة استباحتها الجماعات الإرهابية.
ولم يفوت كازنوف الفرصة ليعلن، أمام ضيوف السفير المغربي بباريس أثناء الاحتفال بعيد العرش، أن المغرب ليس شريكا عاديا بل شريك فوق العادة، إذ أن الروابط بين البلدين تندرج ضمن تاريخ عريق، مذكرا بالأحداث الكبرى من تاريخ بلاده، والتي انخرط فيها المغاربة الى حد التضحية. وما زال الجندي المغربي خير مثال على الدفاع عن الأمم الأخرى حيث قال المغاربة إلى جانب فرنسا ضد الجبروت الهتلري، وهذا ما دعا الرئيس الفرنسي إلى التكريم المتميز للجنود المغاربة، خلال تخليد السنة الماضية للذكرى السبعين لتحرير فرنسا.
كازنوف أوضح من جهة أخرى أن العلاقات بين فرنسا والمغرب تتميز بالكثافة والعمق والدفء، وأكد أن "لا شيء بإمكانه تدمير علاقات تتميز بهذه الكثافة".
وأضاف وزير الداخلية الفرنسي، أن هذه العلاقات تتواصل بشكل هادئ عبر تواجد العديد من المغاربة بفرنسا ،والذين يشعرون انهم في بلدهم، يحبون الجمهورية الفرنسية، ويحترمون قوانينها، ويتخذون العديد من المبادرات في عدد من المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية.
وزير الداخلية الفرنسية وخلال المناسبة، ذات الدلالات والأبعاد الكبيرة، شدد على أن العلاقات بين المغرب وفرنسا تمتد إلى جميع المجالات، ومن بينها التعاون الأمني ومحاربة الارهاب، والنهوض بالقيم المشتركة ومكافحة الهجرة غير القانونية.
وأشاد الوزير الفرنسي ايضا بجودة علاقات التعاون في مجال محاربة كافة اشكال تهريب والاتجار في المخدرات ، مذكرا بالنتائج الباهرة التي تحققت هذا الاسبوع، خلال العملية التي نفذت بتعاون مع مصالح الامن المغربية، والتي مكنت من حجز نحو ستة اطنان من مخدر الشيرا بمنطقة مرسيليا.
العلاقات الفرنسية المغربية تزداد يوما عن يوما عمقا ودقة، وفي كل لحظة يزداد السياسيون والمثقفون الفرنسيون وعيا بحقيقة هذه العلاقات.