أبرز المشاركون في المؤتمر الدولي حول الإسلام والسلام، الذي انطلقت أشغاله أمس الثلاثاء بدكار، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المبادرات المحمودة والجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك من أجل ترسيخ قيم السلام والتسامح التي يحملها الإسلام. وخلال مائدة مستديرة، ترأسها وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، السيد أحمد التوفيق، حول موضوع "فكر الشيخ إبراهيم نياس مؤسس جمعية انصار الدين ومبادراته السلمية"، أشاد المتدخلون، على الخصوص، بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، مؤكدين أن هذه المبادرة الملكية تؤكد الروابط العريقة بين المغرب والمكونات الدينية بإفريقيا جنوب الصحراء وتكرس ريادة جلالة الملك أمير المؤمنين.
وتطرقت قيادات دينية من السنغال وغامبيا والكاميرون والنيجر والولايات المتحدة والسودان وموريتانيا وغانا، خلال هذا اللقاء، لأعمال ومبادرات مؤسس جمعية، "أنصار الدين" خلال أربعينيات القرن الماضي.
وأبرزوا أن الشيخ نياس، صاحب المبادرات الوجيهة للنهوض بالقيم الأصيلة للإسلام، كان يهدف من وراء تأسيس هذه الجمعية إلى لم شمل وتنظيم مريديه خدمة لإسلام يدعو إلى السلام والتسامح والتقدم .
وأضاف المتدخلون أن جمعية "أنصار الدين" عملت على الدوام على نشر رسالة الوحدة والتضامن والسلام التي حملها مؤسسها وخلفاؤه المتعاقبون، مذكرين بأن مؤسس الجمعية، كان يرمي من خلال إحداثها إلى جمع المسلمين على أساس الإنصاف والتضامن والتعاضد تماشيا مع جوهر الإسلام من أجل تعزيز الكرامة الإنسانية وتحسين القدرات الأخلاقية والفكرية والاقتصادية والروحية لأعضائها.
وشدد المتدخلون، بهذه المناسبة، على ضرورة تعزيز السلام والنهوض به في مختلف مناطق العالم، وخصوصا بإفريقيا، متوقفين عند حالة نيجيريا حيث ترتكب الجماعة الإرهابية "بوكو حرام" وبشكل يومي أعمال عنف باسم الدين.
ودعا المتدخلون، بعد أن أوضحوا أن الأمن والاستقرار شرطان ضروريان لتحقيق أهداف التنمية، إلى بناء مجتمعات تطبعها التعددية ويسودها السلام والاستقرار والتماسك الاجتماعي.
كما دعوا إلى حل النزاعات التي تهز القارة الإفريقية بالوسائل السلمية، مبرزين دور وأهمية الشباب في الحفاظ على السلم والاستقرار في البلدان الإسلامية وفي تعزيز قيم الإسلام، دين الوسطية، والنهوض بها.
وأكدوا أن الإسلام ، المشتق اسمه من كلمة " السلام "، لا يمكن أن ينسجم مع بعض الصور النمطية والسلبية التي تروج عنه والتي تربطه بالعنف، مشددين على أنه لا يمكن تحميل الدين الإسلامي الحنيف مسؤولية كل ما يرتكب باسمه، وعلى أن الإسلام لا يقبل في الوقت نفسه الظلم والضرر والإساءات الصادرة عن أعدائه.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر ينظم من قبل برنامج "جمعية أنصار الدين بالسنغال" بمشاركة حوالي 500 ضيف، من بينهم شخصيات مرموقة، قدموا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في حوار بين الديانات والثقافات حول السلام.
وتتوخى هذه التظاهرة إرساء حوار بين الديانات والثقافات حول قيم السلام، وتبادل وجهات النظر حول إشكالية السلام العالمي، وتعزيز مساهمة المرأة والشباب في إرساء سلام عالمي دائم.
ويضم الوفد المغربي، الذي يرأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، الذي يمثل جلالة الملك في هذه التظاهرة، مدير ديوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، ورؤساء المجالس العلمية المحلية للعرائش وبني ملال والحي الحسني بالدار البيضاء وطنجة، إضافة إلى سفير المملكة بالسنغال.