استغل علي لمرابط، مدير موقع دومان أون لاين، انعقاد مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، بجنيف قصد استئناف رحلة الارتزاق من جديد، واختار هذه المرة أن يرمي بكل أوراقه جملة واحدة، فهو يعلن إضرابا عن الطعام وفي الوقت ذاته لا يتورع في المشاركة في ندوة حضرها عشرون شخصا وأطرتها انفصالية من البوليساريو. علي لمرابط وفي الوقفات التي ينظمها أمام مجلس حقوق الإنسان يحمل كارتونة مكتوب عليها أنه لا يتوفر على أوراق هوية، وهو أمر بسيط يتعلق بإثبات السكن لأن رجل السلطة لا يمكن أن يمنحه شهادة سكنى دون وجود ما يؤكد ذلك.
ويقول إنه تم منع جرائده الساخرة، ناسيا أن جرائده لم تكن ساخرة كما هو معروف لدى باقي الأمم ولكن كانت جرائد مخصصة للسب والقذف، وصحف من هذا النوع لابد أن يسجل المتضررون ضدها دعاوى قضائية وهو حق من أجل الإنصاف، ولا يقبل علي لمرابط أن يسب أحد عائلته أو إحدى شقيقاته وإلا أقام الدنيا ولم يقعدها فكيف يقبل ذلك على الآخرين. ولم يتم إغلاق تلك الجرائد سوى لأنها أفلست لوحدها لأن النهج الذي اتبعه ليس منتجا، إذ أنها لم تكن جرائد يمكن أن تنشر فيها إعلانا معينا وبالتالي فقد أفلست.
وكتب لمرابط في كارتونته إنه تم منعه من ممارسة الصحافة بالمغرب لمدة عشر سنوات، لأنه كان صحفيا معارضا، والحقيقة غير ذلك، فهناك صحفيون يجاهرون بمعارضتهم للمؤسسات ولا يمسسهم سوء، لكن لمرابط حوكم بهذه الطريقة حماية له من مجتمع ضحى من أجل قضية الصحراء بالغالي والنفيس، وكانت تقتطع ضرائب إجبارية تسمى ضريبة الصحراء، وهناك أسر لها شهداء وجرحى ومعطوبين وهناك أرامل ويتامى وثكالى في هذه الحرب المفروضة على المغرب.
فهل يعقل أن يتسامح المجتمع مع صحفي يجري حوارا مع محمد عبد العزيز، زعيم العصابة التي مارست القتل ضد المغاربة، ويصف المحتجزين في تندوف بأنهم مجرد لاجئين دون توفر شروط اللجوء مع العلم أن عصابة المرتزقة تستغلهم أشد استغلال؟ يمكن للمغاربة أن يتسامحوا في أشياء كثيرة إلا أنهم لن يتسامحوا في قضية الصحراء، التي وصلت مرتبة القداسة.
إذن الموضوع يتعلق بصحفي يعارض بلده دعما للبوليساريو حيث كان ينشر أطروحاتهم، ويستعمل مصطلحات الخصوم، وتبين فيما بعد أن الرجل لم يكن مبدئيا، ويا ليثه كان كذلك، ولكنه مرتزقا حقيقيا، يعمل مع جهات متعددة والهدف هو ملأ حساباته البنكية من خزائن النفط والغاز والعمل لدى لوبيات معادية للمغرب وهي التي أوجدت له شغلا سريعا بصحيفة إيل موندو.
ما يقوم به اليوم علي لمرابط بجنيف ليس جديدا ولكنه استئناف لرحلة الارتزاق التي بدأها منذ زار مخيمات الاحتجاز، ووصفها بأنها مخيمات اللجوء مخالفا كل المحققين من دول العالم وكل الصحفيين الذين تسللوا إلى المنطقة بينما دخلها لمرابط علانية وبصفته الصحفية وتحت حماية عصابات القتل.
غير أن الذي لا يستوعبه علي لمرابط هو أنه استأنف الرحلة في الوقت بدل الضائع، لأن سمعة المغرب الحقوقية تسبقه اليوم إلى كل المحافل الدولية، وأن من يعارض المغرب هو الأصوات النشاز التي ترتزق من موضوع حقوق الإنسان.