يعرف الاجتماع الافتتاحي ل"مبادرة كلينتون العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا" الذي تحتضنه المدينة الحمراء ما يبن 5 و 7 ماي الجاري، مشاركة مكثفة للعديد من الفاعلين بالقطاعين العام والخاص من العالم برمته وكذا جمعيات المجتمع المدني، من أجل فتح نقاش من مستوى عال حول الأشكال الجديدة للشراكة لدعم التنمية وتحفيز الابتكار وتحقيق الازدهار والرخاء للجميع. ويلتئم في مبادرة كلينتون العالمية، التي تأسست سنة 2007 بمبادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق، قادة عالميون من أجل التفكير وصياغة وتفعيل حلول مبتكرة للمشاكل الراهنة.
وكان الرئيس الأسبق بيل كلينتون وعقيلته هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية سابقا، وابنتهما تشيلسي قد أعلنوا، في شتنبر الماضي بنيويورك، عن انعقاد هذا الاجتماع الأول من نوعه لمبادرة كلينتون العالمية المخصصة للتنمية الاقتصادية لإفريقيا والشرق الأوسط في ربيع 2015 بمراكش.
ويعكس تنظيم هذا اللقاء العالمي الهام بالمغرب الريادة الإقليمية والمنجزات المتميزة التي حققتها المملكة، وخاصة في مجال الاصلاحات الاقتصادية والطاقات المتجددة والتعاون جنوب- جنوب.
وسيشهد لقاء مراكش ، المنظم حول موضوع "من أجل تقاسم الفرص والمسؤوليات والرخاء بالعالم برمته" ، مشاركة مختلف الفاعلين السياسيين والاقتصاديين من مختلف ربوع العالم المتطلعين لتطوير شراكات مبتكرة وناجعة مع فاعلين اقتصاديين بإفريقيا والشرق الأوسط.
وسيشكل هذا الملتقى العالمي، أيضا، مناسبة لفتح نقاش من مستوى رفيع حول الاشكاليات الراهنة، والتي تهم بالأساس، الشباب والصحة والتربية والولوج إلى مصادر الطاقة والتغذية والماء وتطوير البنيات التحتية.
ويستمد الاجتماع الافتتاحي لÜ"مبادرة كلينتون العالمية" قوته من النجاح الذي حققته اللقاءات السنوية السابقة وخاصة تلك التي عقدت بآسيا سنة 2008 وأمريكا اللاتينية في 2013 بهدف إبراز النجاحات الاقليمية وخلق أرضية دائمة للفاعلين من أجل إنجاز مزيد من الأنشطة وفق رؤية جديدة للتعاون شمال-جنوب .
وعلى غرار جميع لقاءات "مبادرة كلينتون العالمية"، يسعى المشاركون في الاجتماع الافتتاحي ل"مبادرة كلينتون العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا" إلى النقاش والتبادل بغية تطوير "التزامات من أجل العمل" من خلال وضع برامج ومخططات متجددة ومتميزة وناجعة تسمح بمواجهة الاشكاليات الراهنة والملحة ورفع تحدي التنمية.
ومنذ 2005 عمل أعضاء مبادرة كلينتون العالمية على تفعيل أزيد من 3200 "التزامات من أجل العمل" ساهمت في تغيير حياة ما يقارب 430 مليون شخص في أزيد من 180 بلدا.
وتسعى العديد من هذه الالتزامات إلى تحسين الولوج إلى العلاجات وخلق حلول للطاقة المستدامة بالنسبة للفئات المتواجدة في أسفل الهرم الاجتماعي وضمان مشاركة عادلة للنساء في جميع المجالات داخل المجتمع.
وخلال لقاء مراكش، سيتم عقد جلسات عمل تفاعلية بمشاركة فاعلين وشخصيات مرموقة، ستركز على ثلاثة محاور أساسية تتعلق بالاستثمار في الشباب ومستقبل الطاقة والتزويد بالماء وتنمية البنيات التحتية.
وعلاوة على جلسات العمل، يتضمن برنامج هذه التظاهرة العالمية أربع جلسات عامة تتناول الأولى موضوع "جميعا من أجل تحقيق النمو" بمشاركة مسيري مقاولات ومسؤولين حكوميين وممثلي المجتمع المدني من أجل التبادل حول الشراكات المتجددة ومتعددة الأشكال خدمة للابتكار وتحقيق الرخاء.
وتتطرق الثانية ل"تحديات البنيات التحتية : مدن المستقبل" من أجل التفكير في وسائل العمل بشكل سوي (القطاع الخاص والعام والصناعيين والفاعلين الاجتماعيين) من أجل التوصل إلى "مدن مستدامة" وخلق فرص اقتصادية لملايين الأشخاص يعيشون في المناطق الحضرية بالشرق الأوسط وإفريقيا.
أما الثالثة فتعالج موضوع "الطاقة والتغذية والماء" من خلال فتح النقاش حول سبل النهوض بالاستثمارات في مجال الانتاج الفلاحي المستدام وتحقيق اندماج أفضل على مستوى سلاسل التمويل الشامل والتقنيات الحديثة لاستغلال الماء والطاقة بهدف الرفع من الانتاج وضمان الأمن الغذائي. وستتيح الجلسة الأخيرة التي تتناول موضوع "النساء في طليعة الابتكار"، للفاعلين والمسيرين بحث الوسائل الكفيلة بتحسين الفرص الاقتصادية بالنسبة للنساء من خلال التكنولوجيات الحديثة والتكوين والنهوض بالولوج للتمويل والأسواق العالمية.
وترتكز "مباردة كلينتون العالمية" على منظور جديد للمساعدة على التنمية والتآخي والتآزر بين البشر، كما أنها تعتبر أن المقاربات التقليدية في مجال المساعدة غير كافية لرفع التحديات العالمية الكبرى المتعلقة بالمرحلة الراهنة، وأن الحلول القائمة على مبدأ السوق تعد بالكثير من أجل التقليص من هذه المشاكل العويصة على مستوى واسع.
ولعل الجديد في التوجه القائم على التآخي والتآزر بين البشر ، العلاقة المباشرة بين المنحة والنتائج والمشاركة المباشرة للمانحين في العمل التآزري والأنشطة التي تكتسي طابع المصلحة العامة.
ويسعى متبنو هذا التوجه الجديد إلى ضمان أن تحقق استثماراتهم وتضحياتهم بوقتهم وأموالهم نتائج ملموسة وناجعة، كما أن المفهوم الجديد للتآزر يدمج فاعلين جددا في مجال التنمية الدولية.
وتتوخى مبادرة كلينتون العالمية إرساء مفهوم خاص للتحالفات بين فاعلين مختلفين وفق منهجية عمل موحدة.