تحولت قصة احتجاز الشابة الصحراوية محجوبة في الصيف الماضي، داخل مخميات العار بتندوف الجزائرية، إلى كتاب صدر أخير بإسبانيا يسلط الضوء على حياة الساكنة بالمخيمات وغياب الحريات، حيث تعمد جبهة البوليساريو إلى حرمان الصحراويين المحتجزين من أي شكل من أشكال التحرك بما فيه تلك الحركات العادية التي تتمتع بها كل شعوب العالم. الكتاب يحمل عنوان "صرخة حرية من الرمال، حالة محجوبة"، أنجزه الكاتب الإسباني فيسينتي سوريانو، ورصد فيه ظروف الاختطاف والاحتجاز القسري للشابة الصحراوية محجوبة محمد حمدي داف الصيف الماضي من قبل قيادة "البوليساريو" بمخيمات تندوف، قبل الإفراج عنها لاحقا في أكتوبر الماضي بفضل التعبئة الدولية.
ويقع الكتاب في 240 صفحة وسيقدم يوم 25 أبريل الجاري بدار الثقافة في مدينة كزاتيبا ببلنسية (شرق إسبانيا)، وهو عبارة عن روبورتاج موسع حول هذه الأحداث، والدور الذي لعبته وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعية في قضية محجوبة، التي احتجزت رغما عنها ما بين يوليوز وأكتوبر الماضيين بمخيمات تندوف.
ويكشف هذا العمل عن واقع مرير لشابات أخريات مثل محجوبة محتجزات قسرا من قبل ميليشيات "البوليساريو"، في خرق صارخ لأبسط حقوق الإنسان.
ومع ذلك فإن المنظمات النسائية مهتمة بالصالونات، التي يتم من خلالها جمع التبرعات وتناول الكافيار والكؤوس المحترمة، بينما نساء المخيمات فلا بواكي لهن، وليس هناك من يدافع عنهن، ولم نسمع في المغرب أن جمعية نسائية تناولت هذا الموضوع وعبأت من أجله المنظمات الدولية.
ويضاف هذا الكتاب إلى مجموعة من الكتب تفضح الوضع المزري في تندوف والوجه الحقيقي لقيادة "البوليساريو"، من بينها "البوليساريو: جبهة ضد حقوق الإنسان والأمن الدولي"، و"ما تخفيه البوليساريو" للصحفي والخبير الإسباني شيما خيل، و"قبل الرمال" للصحافية والكاتبة رييس مونفورتي.
ويذكر أن الشابة محجوبة محمد حمدي داف، البالغة من العمر 23 سنة، كانت قد توجهت إلى مخيمات تندوف في الصيف الماضي لزيارة والديها، لكن تم تجريدها من جواز سفرها ونقودها لمنعها من العودة إلى إسبانيا.
وبعد سلسلة من الضغوطات والحركات الاحتجاجية على المستوى الدولي وبإسبانيا، تمكنت هذه الشابة الصحراوية من استرجاع حريتها والعودة لحياتها العادية ببلنسية (شرق إسبانيا) حيث كانت تعيش مع والديها بالتبني.
وأثار احتجاز محجوبة تعبئة واسعة وتضامنا كبيرا عبر العالم من أجل الإفراج عنها ونظمت اعتصامات ووقفات ونشرت العديد من العرائض على الأنترنيت، إضافة إلى مظاهرات تضامن ودعم للشابة محجوبة وللتنديد بهذا العمل المشين الذي ينضاف إلى قائمة الاختطافات والجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان التي يقترفها جلادو "البوليساريو" بتندوف.
حالة محجوبة ليست إلا حالة من بين آلاف الحالات التي لم تجد من يتحدث عنها بالتفصيل، فمحجوبة هي الشجرة التي تخفي الغابة الكبيرة من الظلم الذي يمارس على الصحراويين. فمحجوبة مجرد قصة من بين عشرات المئات من القصص الظالمة ومن الاحتجاز، ولولا الجواز الإسباني والجنسية الإسبانية لما استطاعت الخروج، فمن سيخرج كل هؤلاء المحتجزين، الذين لو وجدوا الفرصة لهربوا بشكل جماعي.