أوقعت قرعة إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 ، التي جرت عملية سحبها اليوم الأربعاء بالقاهرة، على هامش أشغال الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، المنتخب المغربي، بطل دورة 1976 ووصيف دورة 2004 ، إلى جانب منتخبات الرأس الأخضر وليبيا وصيف بطل 1982 وساوتومي في المجموعة السادسة. وبالفعل فقد أسعدت القرعة، التي كانت منصفة ورحيمة بأسود الأطلس بعد المخاض العسير الذي عرفته كرة القدم الوطنية في الشهور الاخيرة بعد قرار الكاف بسحب تنظيم النسخة 30 من المغرب وتوقيع أقصى العقوبات في حقه بحرمانه من المشاركة في نسختي 2017 و 2019 ، كثيرا جميع المغاربة حيث لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع مباريات من هذا النوع، ومع ذلك يجب أخذ الحيطة والحذر من المنتخبات المغمورة حيث لم تعد هناك منتخبات صغيرة بالقارة السمراء كما لم تعد هناك منتخبات يمكن التغلب عليها على الورق.
فلم يعد بإمكاننا اليوم الحديث عن منتخبات قوية وأخرى ضعيفة بالقارة السمراء، إذ أن تجربة السنوات الأخيرة أثبتت أن جميع البلدان الإفريقية أصبحت تتوفر على لاعبين محترفين يملكون مؤهلات عالية.
فمنتخب الرأس الأخضر بدا يجد له موقع قدم بالساحة الأفريقية بين الأقوياء، وقدم مشاركات متميزة مؤخرا بدورة كأس إفريقيا للأمم كما تغلب في الأونة الأخيرة على البرتغال في مباراة ودية وهو منافس صعب. ليبيا منافس محترم رغم المشاكل التي تتخبط فيها البلاد، وساو تومي منتخب مغمور وهنا تكمن صعوبة مواجهته.
ومن أجل تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017، يجب دعم المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بكل الوسائل مع ضرورة التحام كل المغاربة من أجل هدف واحد يتمثل في التعبئة الشاملة لمساندة المنتخب الوطني وهو مقبل على دخول غمار التصفيات، التي كان سيغيب عنها مكرها لو لم تنصفه المحكمة الرياضية الدولية.
كما يتحتم تعبئة وتضافر جميع الفعاليات الرياضية من جمهور ولاعبين ومسيرين ومدربين باعتبار أن تأهل "أسود الأطلس" هو تأهل للكرة المغربية بصفة عامة وفرصة لإعادة إشعاعها قاريا ودوليا.
وعلى الجميع أن يتذكر حقبة السبعينيات حيث كان المنتخب المغربي مصدر اعتزاز وفخر وسعادة الملايين من المغاربة شبابا ورجالا أطفالا وشيوخا، الذين لم يتوانوا عن الخروج عن بكرة أبيهم كلما فاز أسود الأطلس في مباراة مصيرية أو بلغوا نهائيات كأس العالم أو كأس إفريقيا للأمم كما كان الشأن عليه عندما تأهلوا إلى المباراة النهائية لكأس إفريقيا بتونس.
ويجب تعبئة جميع مكونات المنتخب المغربي من طاقم تقني وطبي ولاعبين للعمل بجدية حتى لا تضيع منه فرصة التأهل إلى النهائيات وعدم الاستهانة بالمنتخبات المنافسة والتعامل مع جميع المباريات بالمستوى ذاته من الحزم والجدية والحرص على الفوز في المباراة الأولى، التي عادة ما تشكل مفتاح مشوار باقي الإقصائيات.
قد تم توزع منتخبات القارة على 13 مجموعة تضم كل منها أربعة منتخبات تتنافس في ما بينها بنظام دوري من دورين (ذهابا وإيابا) يتأهل الفائز بصدارة كل مجموعة إلى النهائيات مباشرة، كما يلحق بهم أفضل منتخبين من بين جميع المنتخبات التي تحتل المركز الثاني في مختلف المجموعات ليكون مجموع الفرق المتأهلة إلى النهائيات عبر هذه التصفيات 15 منتخبا وينضم إليهم منتخب البلد المضيف الغابون. وتبدأ التصفيات في الثامن من يونيو المقبل.
كما أوقعت القرعة منتخب مصر، حامل اللقب سبع مرات وصاحب الرقم القياسي بعدد مرات إحراز اللقب أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010 ، في المجموعة السابعة إلى جانب نيجيريا بطلة 1980 و1994 و2013، وتنزانيا ومنتخب تشاد المتواضع.
وعانى المنتخب المصري في السنوات الاخيرة خصوصا بسبب الوضع الامني في البلاد، ولم يشارك في نسخ 2012 و2013 و2015 بعد احرازه اللقب ثلاث مرات متتالية.
وستتركز الانظار على المجموعة الثالثة عشرة التي أوقعت منتخب الكاميرون حامل اللقب أربع مرات في 1984 و1988 و2000 و2002 في مواجهة جنوب افريقيا بطلة 1996 إلى جانب موريتانيا وغامبيا.
ووقعت الجزائر بطلة 1990 ووصيفة 1980 في مجموعة عاشرة مقبولة أمام إثيوبيا بطلة 1962 ووصيفة 1957 وليسوتو وسيشيل.
وكانت الجزائر الممثل الوحيد للعرب في مونديالي 2010 و2014، وبلغت الدور الثاني قبل ان تخسر أمام المانيا البطلة 2-1 بعد التمديد.
أما تونس بطلة 2004 ووصيفة 1965 و1996 ، فقد وقعت في مجموعة أولى تضم دولة عربية اخرى هي جيبوتي بالإضافة إلى توغو وليبيريا.
حامل اللقب كوت ديفوار وقع في المجموعة التاسعة إلى جانب منتخبات السودان بطل 1970 ووصيف 1959 و1963 وسيراليون والغابون المضيفة التي ستخوض التصفيات من دون احتساب نتائجها.
وكان منتخب "الفيلة" أحرز لقب النسخة الاخيرة قبل شهرين على حساب غانا بضربات الترجيح 9-8 بعد تعادل سلبي في الوقتين الاصلي والاضافي، وذلك للمرة الثانية في تاريخه بعد الاولى في 1992.
ولن يكون مشوار غانا، التي أحرزت لقبها الرابع والاخير قبل 33 عاما في 1982 وتوقف مشوارها بعد ذلك عدة مرات عند مركز الوصيف (1992 و2010 و2015)، صعبا لبلوغ النهائيات اذ وقعت في مجموعة ثامنة ضمت أيضا موريشيوس ورواندا وموزامبيق.
وضمت المجموعة الثانية مدغشقر وأنغولا والكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى، والثالثة جنوب السودان وبنين وغينيا الاستوائية ومالي، والرابعة بوتسوانا وأوغندا وجزر القمر وبوركينا فاسو، والخامسة زامبياوغينيا بيساو وكينيا والكونغو برازفيل، والحادية عشرة بوروندي وناميبيا والنيجر والسنغال والثانية عشرة سوازيلاند وزيمبابوي ومالاوي وغينيا.
وكانت الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم "كاف" اعلنت اليوم إسناد تنظيم النسخة الحادية والثلاثين للغابون بين يناير وفبراير 2017.
وفازت الغابون بالتنظيم بعد منافسة مع الجزائروغانا، لتنظم البطولة للمرة الثانية في تاريخها بعد استضافتها بالمشاركة مع غينيا الاستوائية عام 2012.
يذكر أن الكاف أسند تنظيم البطولة عام 2019 للكاميرون وعام 2021 لكوت ديفوار وعام 2023 لغينيا.