ظهر المطرب فضل شاكر حليق الذقن في هندام عصري عقب تجربة مثيرة ومأساوية هجر خلالها الفن مستبدلا الميكروفون ببندقية كلاشنكوف، وجمهوره المسالم بعصبة مسلحة. وأجرت قناة تلفزيون "إل بي سي أي" مقابلة مع الفنان فضل شاكر الذي كان اعتزل الغناء والحياة المدنية عام 2012 وانضم إلى جماعة متشددة متبنيا أفكارها ومواقفها، بل وحمل السلاح مع أفرادها، كما ظهر ذلك في تسجيلات مصورة.
وأعلن شاكر خلال المقابلة التي أجريت معه في منزله في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، رغبته في العودة إلى "حياته الطبيعية"، نافيا مشاركته في القتال ضد الجيش أو التحريض ضده، لافتا إلى أن هناك من ينتحل شخصيته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ووصف فضل شاكر، واسمه الأصلي فضل عبد الرحمن شمندر، ارتباطه بجماعة أحمد الأسير المتشددة، بأنها مجرد تعاطف، والعلاقات بينه وبين قائدها، الشيخ الذي كان شاكر أحد مريديه، بالسيئة جدا قبل أحداث "عبرا" الدامية.
وكانت بلدة "عبرا" القريبة من مدينة صيدا شهدت اشتباكات عنيفة في يونيو عام 2013 بين أنصار الأسير المسلحين وقوات الجيش، تمكنت الأخيرة من حسمها بخسائر كبيرة تمثلت في مقتل 18 جنديا وجرح 100 آخرين، مقابل مقتل 11 من أنصار الأسير.
وجاء قرار الفنان بالعودة عن طريق التطرف بعد وقت قصير من إصدار المحكمة العسكرية في لبنان حكما غيابيا بالإعدام ضده وضد أحمد الأسير، قائده الروحي السابق الفار من وجه العدالة وآخرين.
أحد أسباب صدور حكم الإعدام بحق شاكر، ظهوره في تسجيل شريط فيديو، عُد ما ورد فيه اعترافا بقتل 2 من الجنود اللبنانيين حيث قال: "قتلنا منكم فطيستين".
فضل شاكر أقر حينها بأنه قاد وتكفل بمجموعة من الشباب الجدد من أنصار الأسير وصل عددهم إلى 200 قبل شهرين من أحداث عبرا الدامية.
وقال في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "العربي الجديد"، حين كان متواريا عن الأنظار عقب أحداث بلدة عبرا "أعتقد أن الله وضعني على هذه الطريق لأعلن توبتي، فالمجد والشهرة كذبة كبيرة".
لكن من غير المعروف، حتى الآن إلى أي حد ستكون طريق فضل شاكر سالكة نحو الحياة الطبيعية، خاصة مع وجود مواد موثقة بالصوت والصورة لتصريحاته النارية وحمله للسلاح، ناهيك عن صدور حكم قضائي غيابي ضده بالإعدام.