يشكل التحرش الجنسي في الوسط الفني وابتزاز النجمات سواء المبتدئات منهن او المحترفات من "الطابوهات"، التي ظلت حبيسة هذه الاوساط بسبب حساسية الموضوع وانتشار ثقافة الخوف من العار والرغبة في الظهور امام الجمهور بوجه "ملائكي" يساهم في تسويق صورة النجم او النجمة .. وناذرا ما تكشف الاضواء المسلطة في عالم الشهرة والنجومية، كل أشعتها لكشف "طابوهات" تتعلق بالتحرش الجنسي والابتزاز تكون عملتها البارزة الجنس مقابل الظهور والعمل.
الفنانات لا ينكرن وجود الظاهرة ويقلن إن حجمها في وسائل الإعلام لا يعكس حجمها الحقيقي، كحكاية الشجرة التي تخفي الغابة، وان السبب هو رفض كثيرات فضح هذه السلوكات إما خوفا من الانتقام المهني، أو من ردة فعل مجتمع محافظ، ينظر دوما إلى ضحية التحرش على أنها "عامل محفز" للمتحرش، وبالتالي فإنها تتحمل معه نصف المسؤولية.
وفي هذا الاطار إنا كسرت جريدة المساء جدار صمت يلف هذا العالم وذلك من خلال تخصيص ملفها الأسبوعي لموضوع التحرش والابتزاز الذي يطال النجمات المغربيا في عالم الفن المغربي..
واوردت اليومية في ملفها حكايات فنانات شابات تحدثن في تصريحاتهن عن التحرش الجنسي في عالم الفن المغربي سواء كان تمثيلا أم غنائا، حيث كشفن ان هناك لغة واحدة في عالم الابتزاز هذا، مغزاها مساومة الجسد بتحقيق أحلام الشهرة والنجومية.
ومن بين الفنانات، التي قالت اليومية، إنهن كسرن الصمت، الممثلة المغربية إلهام واعزيز، التي كشفت بأنها تعرضت للتحرش الجنسي من قبل فنانة مغربية، وعادت اليومية لتغوص في حكاية واعزيز، وتعود الوقائع إلى فترة تصوير عمل فني، وعندما كانت موجودة رفقة زميلها بإحدى غرف النوم، تفاجأت من سلوك زميلتها التي طالبتها بالقيام بأعمال غير أخلاقية، لتبعدها بالقوة من هول الصدمة.
وتضيف ذات اليومية أن مرحلة الكاستينغ من بين أكثر المحطات التي تتعرض فيها بعض الممثلات المبتدئات للتحرش الجنسي من قبل المخرجين والمنتجين، لتسرد قصة الممثلة الشابة حنان بلحسين التي تعرضت للتحرش الجنسي أثناء "الكاستينغ" من قبل أشخاص متطفلين على الميدان الفنين ومن بينهم بعض المخرجين الذين يريدون تفريغ مكبوتاتهم في الممثلات، خاصة المبتدئات.
وتضيف حنان أنها لم تعد تبحث عن العمل بل تنتظر مخرجا معروف بنزاهته للاشتغال معه، فحسبها ليس جميع المخرجين سواسية وأن هناك مخرجين شرفاء.
وعن واقعة التحرش، تحكي الممثلة الشابة أن أحد المسؤولين عن الكاستينغ لمسها في مؤخرتها بطريقة شاذة، إلا أنها ثارت ولم تتقبل الوضع فبدأت تصرخ وقررت الانصراف إلى حال سبيلها وتخلت عن العمل، ولم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة لحنان بلحسين، تضيف اليومية، إذ تروي أنها سبق أن تعضت للتحرش الجنسي من قبل مخرج معروف، فبعدما قام باختيارها للمشاركة في مسلسل مغربي بث على القناة الثانية، منحها المخرج ذاته عقد عمل من أجل توقيعه، غير أنه بعد ذلك منها الانتقال من مراكش حيث تقطن إلى الدارالبيضاء، وطلب منها إعادة اجتياز الكاستينغ من أجل الاشتغال في أعمال أخرى وبدأ يلمح لها أنه معجب بها، وبعد عودتها إلى مراكش بدأ يتصل بها في منتصف الليل، حينها اكتشفت أنه يرغب في المقابل، خاصة أنه بعد تجاهلها لطلباته تم استبعادها من المشاركة في المسلسل حسب روايتها.
وحسب بلحسين دائما فإن التحرش بالفنانات لا يكون مصدره رجال بل هناك أيضا فنانات يتحرشن بزميلاتهن.
أما الممثلة أحلام شرف الدين، التي تعرف عليها الجمهور من خلال سلسلة "زينة الحياة"، فتحكي أنها تعرضت للتحرش اللفظي خلال بداياتها الفنية من قبل بعض المخرجين والمنتجين إلا أنها كانت تحاول دائما التعامل بجدية، وتقول "عندما أتعرض للتحرش أتظاهر بالغباء، وأحاول فرض شخصيتي على الطرف الآخر، كي لا يتجاوز حدوده ويتجرأ على التمادي بقول كلام غير أخلاقي.
وتمضي اليومية بالقول على لسان الممثلة لشابة، أن الفنانات يعانين من التحرش الجنسي سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما، وأن هناك من يكسرن جدار الصمت ويفضحن المستور عبر وسائل الإعلام، وهناك من يفضلن الصمت.
وحكت الممثلة سلوى الجوهري بدورها انها كانت شاهدة على تحرش مخرج مغربي معروف بممثلتين شابتين استدعاهما للمشاركة في المسلسل إلا أنهما رفضتا الانصياع لرغباته وانسحبتا من المسلسل.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يطفو فيها "طابو" التحرش الجنشي في الوسط الفني المغربي، فقضية لبنى أبيضار وسعيد الناصري هي آخر الفضائح على السطح حاليا.