كان مفاجئا للحضور، ليلة أمس الخميس، ان تقدم وكالة المغرب العربي للانباء على تكريم مارية مكريم، مديرة (فبراير.كوم)، من خلال منحها جائزة الأنترنيت والشبكات الاجتماعية، رغم أنها تشتغل رسميا في جريدة مكتوبة تابعة للصديق الحميم للمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، ولاعلاقة لها نهائيا لامن قريب أو بعيد بالأنترنيت والشبكات الإجتماعية سوى إذا ما استثنينا شبكات "بّاك صاحبي". هذا التكريم، يطرح عدة أسئلة على المسؤولين الذين رشحوا مكريم للجائزة لتمثل بذلك الفاعلين في مجال الأنترنيت والشبكات الاجتماعية، وذلك بالنظر إلى الوضعية القانونية والمهنية للموقع، او بالأحرى المدوّنة، الذي تشرف على إدارته "الاعلامية" المكرّمة، والذي عُهد إليها من طرف توفيق بوعشرين الذي يقف وراء تمويله ودعمه..
ويرى بعض المتتبعين ان هذا التكريم الذي حظيت به هذه السيدة، هو في حقيقة الأمر صيغة غير مباشرة لجأت إليها وكالة المغرب العربي للانباء لتكريم توفيق بوعشرين رغم أنه محكوم عليه ابتدائيا واستئنافيا بالنصب والإحتيال في ملف مازال يثير زوابع ونقاشات قانونية، والغريب أن السيدة تم تكريمها الى جانب شخصيات وازنة في عالم المال والأعمال والقانون والثقافة، مما يدل على أن وكالة المغرب العربي استعملت طرق ملتوية لتكريم شخص محكوم بالنصب والإحتيال.
تكريم ماريا مكريم، هو خلط للاوراق وتجاوز للقوانين المؤطرة لمهنة الصحافة، لان ما تسميه وكالة المغرب العربي للانباء "موقع فبراير.كوم" ليس له وضع قانوني وتنقصه المهنية وتعتري مقالاته العديد من الأخطاء والاغلاط الاملائية وكذا تلك المرتبطة بالكتابة الصحفية كما هو متعارف عليه، بالإضافة الى وضعيته كمقاولة يجهل من وراءها، ومن تم فإن هذا الذي تعتبره "و م ع" موقعا الكترونيا لا يمكن ان يمثل مجال الصحافة الالكترونية، اللهم إذا كانت تريد الوكالة أن تتوج النشطاء في مجال التدوين الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي أو الذين كانوا بالأمس يحاربون مدير الوكالة نفسه عبر موقع "عشرين فبراير" ويطالبونه ب" إرحل"، وفي هذه الحالة لا نظن أن الاختيار كان موفقا لان الشبكة العنكبوتية تعج بالعديد من الطاقات والفعاليات التي تقوم بأعمال جليلة لن تصل مارية مكريم ولو إلى كعبها..
الخلط الثاني، ولا نظن انه غير مقصود من طرف وكالة رسمية، وهو تكريم صحفية في مجال الأنترنيت والشبكات الاجتماعية في وقت تحسب فيه مكريم ضمن طاقم تحرير جريدة بوعشرين الورقية، أي ان الوكالة كان عليها ان تحشرها في مجال الصحافة الورقية، وفي هذه الحالة أيضا، لا نظن أنها ستظفر بهذا التتويج أمام أسماء كثيرة..
مكريم قالت متهكمة على الجميع، خلال حفل امس، إن"موقعها" ولد في خضم الحراك الاجتماعي والثورات العربية وهلما كلاما يجعل المستمع يظن انه أمام "روزا لوكسمبورغ"....
كنا نظن أن تعمد السي الهاشمي اختيار قصاصات الموقع المذكور مجرد خطأ ونسيان وسهو، إلا ان ما جرى امس يؤكد لنا بالملموس أنه كان يقصد ذلك ليصل الى النتيجة التي وصل إليها.
المهم أننا ومعنا الكثير من العالمين بأسرار مايجري ويدور، نعرف أن سي الهاشمي قام بتكريم توفيق بوعشرين وليس مرية مكريم والفاهم راه فاهم....