تظاهر حوالى 300 شاب بينهم عائدون من ليبيا أمام مقر رئاسة الجمهورية في العاصمة الجزائرية للمطالبة بوظائف او عقود عمل ومساعدات. وكان من المقرر أن ينظم العاطلون عن العمل الذين تكتلوا في تنظيم أسسوه الشهر الماضي، مسيرة تنطلق من ساحة الشهداء بوسط العاصمة الجزائرية نحو مقر الرئاسة، الا ان التواجد الأمني المكثف جعلهم يتنقلون منفردين نحو حي المرادية بأعالي العاصمة حيث مكاتب رئاسة الجمهورية. وأوقف رجال الشرطة المتظاهرين على بعد خمسين مترا من المجمع الرئاسي وطوقوهم على الرصيف في الجهة المقابلة. ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات كتب عليها “نحن لسنا سياسيين ولسنا منحرفين نحن شباب متعلمون”. وقالت دليلة (34 سنة) عضو تكتل الشباب العاطلين عن العمل “لدي شهادة ماجستير في الفيزياء ولا أجد عملا”. وتابعت “لا نعيش سوى بالوعود”. وبجانب القلة من العاطلين عن العمل كان عدد كبير من الاساتذة المتعاقدين يطالبون بتوظيفهم بصفة دائمة. وقال احدهم الذي رفض كشف هويته “لقد جئت من مستغانم (350 كلم غرب الجزائر) حيث كونت أجيالا من الثانويين أصبحوا معلمين موظفين, بينما ما زلت انا أنتظر ادماجي في سلك التعليم”. المحتجون طالبوا بوتفليقة بوظائف أو عقود عمل أو مساعدات ومن بين المحتجين جزائريون تم اجلاؤهم من ليبيا ويوجدون في وضع صعبة, بعدما تركوا كل ما يملكون وراءهم. ومن بينهم يزيد الذي عاش في ليبيا 17 سنة الذي يقول “لقد وعدونا بالتكفل بنا لكننا مهملون تماما”. ويضيف الرجل وهو رب عائلة “أنا وزوجتي وأولادي نعيش في الشارع”, مظهرا رسالة من وزارة الخارجية تشهد على طلب التكفل لدى السلطات الولائية (المحافظة). ومن جهة اخرى تظاهر أكثر من 300 شخص يمثلون أسر ضحايا الارهاب أمام مقر المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) للمطالبة باعادة دفع تعويضاتهم المجمدة منذ 2002, حسب ما نقل موقع “كل شيء عن الجزائر”. ويقول السيد باهي العربي وهو من أفراد “مقاومة الارهاب” إنه “لم يتلق أي دينار منذ ثماني سنوات رغم الالتزام الكتابي لوالي غليزان (320 كلم غرب العاصمة) بمنحي 6000 دينار جزائري (60 يورو)”. وتهز احتجاجات اجتماعية وسياسية الجزائر على جميع المستويات, وازدادت حدة في الاسابيع الأخيرة،خاصة بعد التظاهرات الدامية ضد غلاء الاسعار في بداية كانون الثاني/يناير والتي اوقعت خمسة قتلى و800 جريح. وأدت الاحتجاجات الى ثلاثين محاولة انتحار باضرام النار في النفس, منها خمسة قاتلة. ووعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة السبت باجراء اصلاحات “شاملة” ومنها اصلاحات “سياسية”, وذلك في رسالة وجهها بمناسبة الذكرى التاسعة والاربعين لعيد النصر (وقف اطلاق النار) وتلاها احد مستشاريه.