غريب أمر الأمير مولاي هشام، لقد أصبح يبحث عن دور أقل من دور بنعرفة، فهو يريد أن يصبح ملكا بعد أن استقر المغرب سياسيا وأتم خياراته في السياسة والدولة، ولم يعد يجد له من مؤيد سوى جبهة البوليساريو، التي ربما تحن لخلفيات تأسيسها، فهي لم تكن في البداية انفصالية ولكن كانت تريد قلب نظام الحكم من خلال خاصرة الوطن الصحراء، ولهذا كانت منظمة إلى الأمام تساند الجبهة وتبعث لها رسائل التهنئة بمناسبة تأسيسها. تحركات مولاي هشام تطرح الأسئلة المثيرة للغاية: هل يكفي أن تكون أميرا من أمراء أسرة حاكمة في مملكة ما حتى تستميت من أجل السطو على عرشها حتى وإن كان هذا العرش قد اعتلاه من يستحقه شرعيا ودستوريا وشعبيا ودوليا ؟ فالأمير مولاي هشام لم يعد له شيء يختبئ وراءه، فبعد أن اصدر كتابه "يوميات أمير منبوذ" انبرى المقربون منه ذات زمان لفضحه، سواء حصلوا منه على الأموال أو لا. لكن الكل أجمع على أنه كان يشتري أو يسعى لشراء الذمم قصد قلب نظام الحكم.
لقد فقد ثقة الجميع ولم يعد هناك من يمكن أن يخلص له سوى البوليساريو نظرا للقواسم المشتركة بينهما خصوصا "خيانة الوطن". فكلما عطس الأمير المنبوذ إلا وأصيب البوليساريو بزكام الثورة الأميرية الحمراء الخلابة ، حيث تهلل صحافة البوليساريو وإعلام الجزائر الارتزاقي ، تهلل وتطبل لما بين كل نقطة وفاصلة من الحروف التي يتفوه بها الأمير المنبوذ والتي تقطر حقدا وكراهية على المغرب والمغاربة وملك المغرب، فالتهليل والتطبيل لهذا الأمير له ما يبرره في الواقع السلوكي لهذا الأخير، فحينما يدعي الأمير المنبوذ أن ما يفعله هو من أجل الشعب المغربي فهو لا يدري أنه يَدُكُّ بعنجهيته ما حرثه بالطعن في شرعية جلالة الملك محمد السادس في حكم المغرب وغموض موقفه من قضية الصحراء المغربية، وهو ما يكفي المغاربة لينبذوه قبل أن يعترف بذلك بنفسه ومنذ زمان ، بالإضافة لمئات الآلاف من الأسباب التي تجعل الشعب المغربي يكره هذا الأمير الذي أخطأ في حق نفسه قبل أن يخطئ في حق الشعب المغربي.
وتساءلت الجزائر تايمز: هل يُبايع البوليساريو السلطان مولاي هشام العلوي؟ وكتبت ساخرة أن البوليساريو من مصلحتها أن تختصر الزمن وتستثمر عشقها للأمير الذي يجد كل الدعم من الجزائر الذي يقف في نفس الخندق معها ألا وهو خندق كراهية المغرب، وبما ان البوليساريو لم تحقق مسعاها في تكوين جمهورية افتراضية من الأحسن أن تبايع مولاي هشام ملكا على الصحراء الغربية بتندوف. ويمكن يومها للأمير المهووس بالقصور والحكم أن ينقل مغامراته إلى الخيام "خمسة نجوم" ولا بأس أن تقع مغامرات من نوع آخر بينه وبين أميناتو حيدر التي تعتبره فارس أحلامها.
وبحثت الجريدة عن أوجه شبه بين بن عرفة الأول ومولاي هشام الذي نعتته ببن عرفة الثاني. لقد حكم الأمير المنبوذ على نفسه بمصير سبقه إليه غيره، لقد طمع في عرش المملكة المغربية واستعمل لذلك وسائل قذرة كالرشوة المفضوحة لبعض الصحافيين، ولم يعد خافيا اليوم أنه اقترح على كثير من الصحفيين المغاربة مشاريع بالملايير لتفتيت مملكة محمد السادس من الداخل، لقد انكشفت اليوم خيوط المؤامرة التي حيكت ضد محمد السادس ، ولا تزال آثار الدفاع عن عرشه عالقة في الترتيب الذي يناله المغرب في حرية الصحافة لأنه دافع عن نفسه ضد الخسة والدناءة والغدر، فاسألوا بوبكر الجامعي وعلي عمار وعبد العزيز كوكاس وتوفيق بوعشرين ونور الدين مفتاح وعبد الرحيم أريري وعلي أنوزلا وغيرهم من الصحفيين الذين سقطوا أو كادوا في فخ طمع الأمير المنبوذ وهوسه القهري من أجل تدمير المملكة المغربية، لا لشئ سوى من أجل إلحاق المغرب بصفوف الدول المنهارة.
لقد فرض الاستعمار الفرنسي محمد بن عرفة على الشعب المغربي حينما نفى محمد الخامس إلى كورسيكا لكن الشعب المغربي ثار ضد الاستعمار، فهل ستقف الجزائر مع هشام بن عبد الله العلوي لتفرضه على الشعب المغربي أم سيكتفي بقبول بيعة البوليساريو على مملكة الصحراء الغربية السرابية.