ذكرت صحيفة العلم، لسان حال حزب الاستقلال، ان تحركات باحثين و جمعويين بمنطقة الريف مكنت من كشف مخطط يرمي إلى طمس تاريخ و تراث ثقافي ذي قيمة إنسانية كبيرة أبطاله قياديين داخل الكتابة الجهوية لحزب العدالة و التنمية بالناظور، بعد أن عمدوا إلى الاستيلاء على مساحة لا بأس بها من هضبة ثازوضا بمرتفعات كوركو التي تحتضن قلعة يعود تاريخها إلى فترة إمارة النكور و تشهد على مرور دولة و حضارة بني مرين وحكم الدولة العلوية. وقد أثارت تحركات القياديين في حزب بنكيران بالناظور، تقول ذات الصحيفة، ردود أفعال قوية و استياء كبير على اعتبار العملية التي اتخذت شكل مبادرة جمعوية و سياحية في الظاهر تخفي وراءها مشروعا تجاريا لمراكمة الثروة على حساب تاريخ غني لمنطقة تعتبر أحد المواقع التاريخية التي اتخذت كنقطة استراتيجية على امتداد حقب هامة من تاريخ المغرب، تفاصيل الواقعة أكدت مصادر أن وراءها أطراف أخرى ذات تأثير و علاقة بمركز القرار داخل حزب العدالة و التنمية بحيث قام المدعو م. ح ببيع أرض تفوق مساحتها 10 هكتارات عبارة عن حظوظ في ملك مشاع (حسب الوثائق التي تحصلت عليها العلم) تقع على الهضبة التي تتواجد بها القلعة التاريخية لفائدة شركة متخصصة في الإنعاش العقاري في ملكيته أيضا رفقة شريكه س.ب العضو البارز في الحزب بهدف إنشاء مشروع فندق و مرافق سياحية تحت إسم "تازوضا الحاضرة" و تأهيل فضاءات خضراء بتنسيق و تعاون مع جمعية تعنى بالتراث و الثقافة و التربية و البيئة تم تأسيسها حديثا يترأسها عضو آخر مسؤول داخل حزب بنكيران بالناظور لتمويه الجهات الوصية عن الشأن الثقافي و السلطات الإقليمية قصد الفوز بهذه الصفقة التي حملت شعار الحفاظ على البيئة والسياحة الجبلية في أكبر جريمة تستهدف تاريخ منطقة الريف الشرقي و القلعة التي تؤرخ لفترة ما قبل الإسلام وحكم الفاطميين مرورا بفترة حكم بني مرين الذين غيروا إسمها القديم "قلعة جارة" لتحمل إسم "ثازوضا" حتى عهد المولى إسماعيل الذي قام بترميمها وتأهيل أسوارها و مرافقها.
وتضيف جريدة العلم، في مقال لمراسلها بالناظور خالد بنحمان، ان ثلة من المؤرخين و الباحثين المهتمين بتاريخ الريف الشرقي بتعاون مع فاعلين جمعويين و ساكنة الهضبة حرصواعلى تكثيف تحركاتهم للتنبيه لهذه الجريمة الشنعاء التي تؤكد عن مدى شجع و غياب روح المواطنة لدى مسؤولين و قياديين في صفوف الحزب الحاكم ومحاولتهم لاستغلال علاقاتهم القوية بدائرة القرار لتمهيد الطريق للاستيلاء على إرث وطني و الاتجار فيه، مما حرك الجهات المسؤولة بوزارة الثقافة التي أوفدت لجنة عالية المستوى من مديرية التراث الوطني و قسم المتاحف لمعاينة المعلمة و تقدير قيمتها التاريخية و الإنسانية و وضع استراتيجية تروم النهوض بها و ترميمها كجزء من الذاكرة التاريخية للمغرب.
وتجدر الإشارة، يضيف مراسل العلم، أن تجاذبات قوية تعرفها الكتابة الجهوية لحزب بنكيران بالريف خاصة بعد استقالات جماعية في كل من الحسيمة مؤخرا و في الناظور في وقت سابق جراء ما وصفته مصادر بوجود اختلالات و استغلال لمواقع حزبية من أجل الارتقاء و مراكمة الأرباح وهو ما كشف عنه مخطط طمس تاريخ المنطقة من طرف مسؤولين بارزين بالناظور اتخذوا من الدين الوسيلة المناسبة لكسب تعاطف الرأي العام، فيما تسربت معلومات تفيد بأن الأمانة العامة للحزب باشرت تحقيقا حول ما يجري في البيت الداخلي بالناظور على ضوء الشكايات التي توصلت بها وكذا أصابع الاتهام الموجهة إلى نفس الأسماء السالف ذكرها في مناسبات عدة.