تروج هذه الأيام بين متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية، صور وفيديوهات خاصة بزعماء العدالة والتنمية المستوزرين، تظهرهم في أوضاع حميمية وإنسانية وشعبية، الهدف منها تقديمهم كأفراد قريبين من الناس، وللقول بأن المناصب الوزارية لم تغيرهم، سعيا للحصول على أكبر ما يمكن من التعاطف والشعبية في أوساط الشباب والمتدينين وداخل الأسر المغربية. وقد تفتقت عبقرية المسؤول عن الآلة الدعائية لحزب المصباح عن استغلال صورة الحساء الشعبي المصنوع من الفول والجلبانة، أي البيصارة، يظهر فيها وزير التجهيز عزيز الرباح وهو يقف جنب كرّوسة بائع بيصارة يدفئ معدته بلدتها المغذية.
وفي صورة أخرى، تداولها مرتادو الفيس بوك، ظهر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة رفقة الوزير الأزمي وهما يقومان بتأدية الصلاة في مكتب الوزارة، لإظهار وتأكيد إيمانهما، وبأن الصلاة لا تَفوتُهم أوقاتها، ويسري هذا الامر على وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني والحبيب المالكي، وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، حيث ظهرا في صور وهما يؤديان الركن ليعلنا لمعشر المواطنين ان "لا دين لمن لا صلاة له".
وكان آخر فيديو طرح على اليوتيوب في الأيام الأخيرة، هو الفيديو الذي ظهر فيه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ببيته، وهو يرقص ويراقص أطفالا صغارا هم اسباطه.
لكن هذه الاستراتيجية القديمة المستمدة من أساليب البروباغاندا، التي اعتمدتها الأنظمة البائدة في الشرق، لم تؤت أكلها وفشلت في منطلق بدايتها، إذ أصبحت موضوعا للتفكه والتندر والتنكيت بين الفيسبوكيين وشعب الأنترنيت.
فهل سيعمد البيجيدي إلى تغيير مهندس دعايته، أم أن حزب "اللاّمبة" سيلجأ إلى تبديل البيصارة والرقص والصلاة بوسائل ومواد أخرى، أجدى وأنفع للوصول إلى قلوب الناس المكتوية بسياسة حكومة بنكيران..؟