أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، اليوم الأربعاء بالرباط، أن منظومة التدبير المدرسي "مسار"، التي باشرت الوزارة تفعيلها، تروم تحسين مردودية النظام التربوي الوطني وتعتمد التدرج في تنزيليها ، وهي "لا تضر بالتلاميذ، بل تخدم مصلحتهم ومصلحة أوليائهم". وأوضح بلمختار، خلال لقاء مع الصحافة بخصوص المنظومة، أن هذه الأخيرة، التي تهم نحو 11 ألف مؤسسة تعليمية و6 ملايين ونصف من التلاميذ و300 ألف من الأطر الإدارية والتربوية، توفر مجموعة من المؤشرات الدقيقة تتعلق، على الخصوص، بتطور مستوى التلاميذ وتتبع نسبة الغيابات والتأخيرات والعقوبات المسجلة في حقهم والهدر المدرسي ونسبة تدبير الزمن المدرسي وقاعات الدرس.
وأضاف أن الوزارة فتحت باب التواصل والحوار، خصوصا مع التلاميذ ومديري المؤسسات والأطر التربوية ، من أجل معرفة ملاحظاتهم بخصوص هذه المنظومة التي شدد على أنها " قابلة للتحسين" مع مرور الوقت وتنزيلها بشكل كامل، مؤكدا أنها تندرج في إطار المخططات الإستراتيجية للوزارة التي ركزت على ضرورة تطوير منظومة التربية الوطنية وانفتاح المؤسسات التعليمية على التلاميذ وأوليائهم.
وأبرز الوزير أن هناك "قراءات مختلفة لمنظومة مسار، التي هي منتوج داخلي تم إعداده على مستوى الوزارة بمساعدة خبراء في المجال، لكن الأهم هو أنها تندرج في إطار التفكير في كيفية تحسين جودة التعليم ببلادنا ".
وأكد خلال هذا اللقاء الصحفي، الذي جرى بحضور الكاتب العام للوزارة، يوسف بلقاسمي، ومديرة منظومة الإعلام بها، هند ابن الحبيب، ومدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات، محمد ساسي، ومديرالثانوية التأهيلية عمر الخيام بالرباط، أن الوزارة قامت وتقوم بمجهودات للتواصل وتقديم الإيضاحات اللازمة بخصوص هذه المنظومة التي تعتمد المقاربة التشاركية.
وتم خلال هذا اللقاء تقديم عرض حول إعداد المنظومة وأهدافها وكيفية تنزيلها، أبرز أنه تم في أبريل الماضي الشروع في إرساء المرحلة الأولى المتعلقة بالدخول المدرسي وببرمجة عمليات التجريب للمنظومة وعمليات التكوين والتواصل ومصاحبة المستعملين، في حين تم في يونيو الموالي مسك المعطيات الخاصة بالتلاميذ وتدبير عمليات مسك نتائج نهاية السنة.
وذكر العرض بأنه تم خلال شهر شتنبر الماضي مسك المعطيات الخاصة بالتلاميذ وتدبير عمليات التسجيل والانتقال وعمليات التوجيه وتدبير البنية التربوية وتكوين الأقسام بالنسبة للدخول المدرسي 2013-2014، كما تم في نونبر الموالي الشروع في إرساء المرحلة الثانية لتدبير العمليات المتعلقة بتقييم التلاميذ ببرمجة عمليات التجريب والتقويم للمنظومة وعمليات التكوين والتواصل ومصاحبة المستعملين، في حين تم في يناير من السنة الجارية الشروع في الاستغلال الفعلي للمنظومة في مسك نقط المراقبة المستمرة من طرف مديري المؤسسات التعليمية.
وتهدف منظومة "مسار"، حسب ما جاء في العرض، إلى تطوير وإرساء منظومة معلوماتية متكاملة تمكن من إرساء طرق عمل جديدة للتدبير المدرسي على صعيد المؤسسات التعليمية، كما تروم تكوين قاعدة معطيات وطنية شاملة توفر إمكانية التتبع الفردي للتلميذ ومساره الدراسي، وإحداث مواقع إلكترونية لكل المؤسسات التعليمية ، وتوفير خدمات إلكترونية لفائدة التلاميذ وأوليائهم، وتوفير مؤشرات تربوية ولوحات قيادة لكافة مستويات اتخاذ القرار وللتأطير التربوي، فضلا عن خدمة مشاريع الإصلاح الوطنية، خصوصا على مستوى محاربة الهدر المدرسي والتقويم التربوي وجودة التعلمات والدعم الاجتماعي.