يلقي اغتيال لواء كبير في الداخلية المصرية في وضح النهار الضوء على تزايد انعدام الأمن في مصر التي تنتظر اعلان قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي ترشيح نفسه للرئاسة. وتواصلت الاربعاء عمليات استهداف مقار وافراد الشرطة في مصر بمقتل احد عناصر الشرطة في محافظة الشرقية في دلتا النيل, ليصل عدد قتلى الشرطة الى 14 في اقل من اسبوع. وتبنت جماعة "انصار بيت المقدس" المرتبطة بالقاعدة عملية اغتيال اللواء محمد سعيد مساعد وزير الداخلية ومدير المكتب الفني للوزير محمد ابراهيم خارج منزله الثلاثاء في بيان نشر على مواقع جهادية, متوعدة بالمزيد من الهجمات. كما تبنى التنظيم الهجوم الذي تعرض له الاثنين انبوب لنقل الغاز الى الاردن في سيناء. وقال التنظيم مخاطبا السيسي ووزير الداخلية محمد ابراهيم "القصاص قادم". وخلال الاشهر القليلة الماضية, انتقلت هجمات بيت المقدس من سيناء الى قلب وادي النيل بمحاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم في سبتمبر الماضي, ثم استهداف قاتل لمديرية امن الدقهلية في ديسمبر الفائت. وتأتي الهجمات تلك بعد يوم من دعم كبار قيادات الجيش المصري للمشير عبد الفتاح السيسي للترشح لرئاسة الجمهورية, في انتخابات من المتوقع ان يفوز فيها بسهولة. وسبق وقال السيسي انه سيترشح للرئاسة فقط اذا ما كان ذلك "طلبا جماهيريا". ويحظى السيسي الذين عينه الرئيس الاسلامي محمد مرسي وزيرا للدفاع في غشت العام ,2012 بشعبية كبيرة من قبل قطاعات كبيرة من المصريين لقيادته عملية عزل مرسي نفسه وملاحقة الاخوان المسلمين. وفي الثالث من يوليو الفائت, اطاح الجيش بمرسي بعد عام واحد في الحكم اتسم بالاضطرابات واتهامات المعارضة له بالسيطرة على الحكم, ذلك اثر احتجاجات شعبية شارك فيها الملايين. وفيما يصف انصار مرسي اطاحته ب"الانقلاب العسكري", تقول مؤسسة الجيش في مصر انها استجابت "لرغبة الملايين". وسيكون فوز السيسي المتوقع بمنصب الرئاسة استكمالا لحكم رؤساء مصريين من الجيش, ومنذ الاطاحة بالملكية في العام 1952 فان كل من حكم مصر انتمى للجيش. وانتقدت جماعة الاخوان المسلمين والتي تعتبرها الحكومة الان "تنظيما ارهابيا" دعم الجيش للسيسي.