أفادت مصادر لها علاقة بالتحقيقات التي خضع لها رئيس الكتيبة الارهابية، الذي يطلق عليه اسم "جمال ألكالاضمير"، أن هذا الأخير ربط شبكة معقدة من العلاقات جعلته يسيطر على الخلية وأفرادها، والتي تمكنت مصالح الفرقة الوطنية ومديرية مراقبة التراب الوطني من توقيفهم متم الاسبوع المنصرم، في عدة مدن عبر التراب الوطني. وتتجلى خطورة هذا التنظيم في العلاقات التي يربطها زعيمها "جمال ألكالاضمير" مع المدعو زيدان الدريسي، طالب بكلية الشريعة بفاس، والمعروف بكونه احد منظري تيار " السلفية الجهادية".
وقدم "جمال الكالاضمير" استقالته من الجيش الاسباني، حيث عمل برتبة عريف بوحدة متمركزة في مليلية المحتلة من 1998 إلى 2006 ، وذلك بعد إطلاعه على فتوى صادرة عن الإمام الاسباني ذي الأصل المغربي مصطفى علال محمد، امير التيار السلفي بمدينة مليلية المحتلة المعروف باسم "التوحيد"..
وشكّل جمال الكالاضمير إلى جانب المدعو محمد البالي، الذي اعتقل في شهر شتنبر 2013 بعد تفكيك خليتي "التوحيد" والموحدين" بمدينة الناظور، الدائرة المقربة إلى الامام مصطفى علال محمد. . وبعد ذلك استقر جمال الكالاضمير بمدينة الناظور وعمل على تحقيق حلمه بان أصبح الآمر الناهي داخل تنظيم جهادي، خاصة بعد اعتقال محمد البالي بمدينة مليلية المحتلة، وذلك عن طريق استقطاب وتجنيد متطرفين، اغلبهم ممّن كانت لهم علاقات سابقة مع خليتي "التوحيد" و"الموحدين" الارهابيتين..
وهكذا قام جمال الكالاضمير الى جانب شريكه زيدان الدريسي بتشكيل أداة لشرعنة مخططهم "الجهادي"، علما أنهم يتقاسمون نفس الأفكار الهدامة، حيث أن هذا الأخير، زيدان الدريسي كان طرفا في المخطط الارهابي لعبد الفتاح أ. المعروف بابي حفص المغربي، وهو عسكري سابق في صفوف القوات الملكية الجوية قبل أن ينضم إلى تنظيم إرهابي ينشط في شمال مالي يدعى "حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا"(MUJAO) في يونيو 2012، حيث قام في بداية سنة 2013 بتهديد المملكة مباشرة في حالة مشاركتها في العملية العسكرية الفرنسية المسماة "سرفال Serval "، والذي يهدف أساسا إلى تشكيل تنظيم يعمل على ارتكاب عمليات انتحارية ضد مؤسسات الدولة واغتيال كبار المسؤولين العسكريين والامنيين واستهداف المصالح الغربية بالمملكة وخاصة الامريكية منها..
وتماشيا مع اتفاقهم الاجرامي كان جمال الكالاضمير ومساعده الأسبق زيدان الدريسي يعقدون اجتماعات سرية يقومون من خلالها بالتأطير الايديولوجي لأتباعهم، عبر حلقات نقاش محورها تكفير السلطات العمومية ودراسة مؤلفات تشكل المرجعية الفكرية للمنظمات الجهادية، ككتاب "إعجاز الاسلام" لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، ومشاهدة أشرطة مسجلة تحثّ على "الجهاد" خاصة عن طريق عمليات انتحارية تستهدف اليهود وأتباعهم..
كما قام زعيم هذه الخلية الارهابية بمعية مساعده الأول، بتجنيد العديد من الاتباع والمتعاطفين في مختلف مدن المملكة على أساس أن يقوموا ل"الجهاد" متى توفرت الظروف الملائمة لذلك. وبناء على ايمانهم العميق بكون "الجهاد" يعتبر فريضة دينية، كانت لزعيمي هذا التنظيم الارهابي قناعة راسخة بأن المملكة "ارض كفر" تحت ذريعة التهميش الذي تعرفه الشريعة مقارنة بالقانون الوضعي..
ولتحقيق هذه الأهداف الإجرامية قام جمال الكالاضمير ومساعده زيدان الدريسي بإعداد برنامج للعمل يعتمد على النقاط التالية: نشر الدعوة، أي الفكر الجهادي، على نطاق واسع في صفوف المجتمع. تكثير السواد والإتباع، مادام ان الاقتناع السائد هو أن الكثرة العددية هي أساس نجاح مخططهم الارهابي. إعداد قاعدة خلفية، من الأفضل أن تكون في منطقة جبلية يكون سكانها متعاطفين مع أفكار التنظيم. تأهيل العنصر البشري عن طريق التدريبات شبه العسكرية، قصد تعزيز قدراتهم القتالية حتى يستطيع أعضاء هذه الخلية الإرهابية مواجهة المصالح الأمنية. الاستعمال الأمثل للموارد المادية، قصد مواجهة كل الظروف الطارئة أثناء القيام بتنفيذ المشاريع الإجرامية.
وفي هذا الاطار تجدر الاشارة إلى ان أعضاء هذه الخلية الإرهابية كانوا قد عقدوا العزم على القيام بهجومات تم التخطيط لها ضد مؤسسات بنكية قصد توفير التمويل اللازم للقيام بهذه الانشطة الاجرامية، وكذا ضد ثكنات عسكرية قصد الحصول على الاسلحة وبالذخائر..