أزمة مياه النيل تعود مجددا إلى واجهة الأحداث مع تحذير أثيوبيا مصر من حرب، متهمة إياها بدعم جماعات متمردة في أثيوبيا. والقاهرة عبرت عن دهشتها للموقف الأثيوبي مشددة على أنها تعتمد دائما سياسة الحوار في تقاسم مياه النيل. فما سبب هذا التوتر الجديد القديم بشأن مياه النيل؟ السبب المباشرلهذا التوتر ربما هو الشعور بالغبن لدى بعض بلدان حوض النيل التسعة وخاصة إثيوبيا كونها لا تأخذ نصيبها من مياه النيل لان التقسيم القديم يعود إلى اتفاق في 1929، تحصل مصر بمقتضاه على خمسة وخمسين فاصل خمسة بليون متر مكعب من المياه سنويا وهو حصة الأسد من إجمالي مياه النيل التي تبلغ أربعة وثمانين بليون متر مكعب رغم أن نحو خمسة وثمانين في المائة من المياه تنبع من أثيوبيا، إلا أن السيد هاني ارسلان رئيس وحدة السودان وحوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية يعتبر الاتهامات الأثيوبية خاطئة: وقعت أثيوبيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا وكينيا اتفاقية جديدة في أيار/مايو، وأمهلت هذه الدول، الدول الأربع الأخرى مدة عام للانضمام إليها قبل دخولها حيز التنفيذ، فيما اتهمت مصر أثيوبيا باستباق الحوار والتوقيع على هذه الاتفاقية، يساند السودان الموقف المصري بينما ترفض جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي التوقيع حتى الآن على هذه الاتفاقية، مما يزيد من التوتر وربما قد يشعل حرب مياه حول حوض النيل.
رغم هذا التوتر الجديد القديم تتفاوت أراء المراقبين، فهناك من يستبعد اشتعال حرب وهو رأي هاني ارسلان رئيس وحدة السودان وحوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية: وهناك من لا يستبعد فرضية قيام حرب حول مياه النيل إذا استمرت الأزمة حول هذا المصدر الحيوي كما يقول الدكتور نور الدين الفتوحي أستاذ علم المياه في جامعة مراكش: حرب قد تشتعل ليس حول حوض النيل فقط وربما في السودان في حال انفصال الجنوب الذي يطالب بنصيبه من مياه نهر النيل. مونت كارلو الدولية / هادي بوبطان