أعلنت الأممالمتحدة في بلاغ لها في بحر هذا الأسبوع عن فوز الناشطة الحقوقية المغربية، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة رياضي بجائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لهذه السنة، وجاء إسمها ضمن خمسة أسماء على الصعيد العالمي. هنيئا لك يا خديجة وهنيئا لبلدك بهذا الفوز، ويشرفني أن أحيطك أنه سبق لي أن تواصلت معك وهاتفتك من إيطاليا عدة مرات حول قضايا إنسانية هامة ... وبما أنه من المنتظر أن تتسلمي ياخديجة الجائزة يوم عاشر دجنبر الجاري بمقر الأممالمتحدة بنيويورك بمناسبة الاحتفال بيوم الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، فلا بأس أن أذكرك ولعل الذكرى تنفع... أخديجة الله يهدي يماك، ألا تنساي بلدك المغرب الذي كبر لك الركابي، كما نقول في تازة، بل انصفه كما نصفتك ونصفته جائزة الأممالمتحدةوالأممالمتحدة نفسها... ياخديجة إنها الروعة المغربية... أتذكر تصريح واعر لسيدة مغربية في لقاء عالمي بالخارج وبالضبط في إيطاليا- لا أتبنى مرجعيتها ولا طرحها السياسي والثقافي طبعا- لكن السيدة ردت بحزم على استفزاز أحد المشبوهين المدفوعين من طرف الجزائر حول قضايا مغربية داخلية فقالت "أنا أرفض نشر غسيل بلدي في الخارج، وقضاياه تهم المغاربة وحدهم"، وبما أن المغرب العظيم يتسع للجميع بما في ذلك ممارسة "المعركة" و"الصراع" و"التصادم" و"التدافع" الديموقراطيين، كل حسب مصطلحه، فالنظافة الأخلاقية تقتضي تسميتها، إنها نادية ياسين نجلة رئيس جماعة االعدل والإحسان، عبد السلام ياسين.
طبعا قد تمنح جائزة الأممالمتحدة هاته لأشهر المدافعين عن قضايا حقوق الإنسان عبر العالم، لكنني أؤكد أنه تعرف وقفاتك وبإمتياز ساحات الرباط والدار البيضاء، ولكن ياخديجة أراك، ربما، مقصرة في حق نساء وشيوخ وأطفال المخيمات الرهيبة في جهنم تيندوف، ومعاناتهم والقهر والجبروت المسلط على رقابهم من طرف الجيش الجزائري وميليشيات البوليزاريو.
ألا تستحق يا خديجة هذه الفئات المغلوبة على أمرها إلتفاتة كريمة منك؟ ودفاعا عزيزا ومستميتا من طرفك؟ أكدي لي من فضلك أن كنت غير دقيق؟ أهنؤك يا خديجة مرة أخرى، لأنك أول امرأة من المغرب الشامخ والمغرب الكبير حتى لا أقول المغرب العربي لإثارة رد فعل الأمازيغ رغم اني أمازيغي، والشرق الأوسط وإفريقيا تفوز بهذه الجائزة، بعدما فازت بها، في الماضي، أسماء كبرى وزعماء عالميين، من بينهم الفرنسي رنيه كاسيه (1968)، وهو أحد كتاب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، والأديب المصري طه حسين (1973) والأمريكي مارتن لوثر كينج (1978) والزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا (1988) الذي غادرنا إلى دار البقاء البارحة، ورئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينازير بوتو.