تحول موقع "يوتوب" لتبادل الملفات السمعية البصرية، إلى ساحة "حرب" جديدة، يتواجه في كل من المحتجين على طرق تدبير الدولة، والداعمين لحركة عشرين فبراير، وأعداء الحركة، المؤكدين على أن المغرب يعيش وضعا خاصا ومستقرا. هذه الفيديوهات أخرجت طرقا جديدة من التعبير عن الرأي في ما يتعلق بالقضايا العمومية، ومنح البعض من المغاربة الفرصة للخروج إلى الفضاء العمومي بوجوههم، ما يعني كسرا لحاجز الخوف. أبرز هذه الفيديوهات التي تناقلها المغاربة على شبكة "الفيسبوك"، كانت رسائل إلى الملك محمد السادس. الرسائل تنوعت ما بين التعبير عن مطالب اجتماعية بسيطة، وانتقادات موجهة مباشرة للسلطات العليا بالبلد. محمد عليوين المقيم بنيويورك، والمنحدر من مدينة اليوسفية، نجم هذه التسجيلات، إذ حققت فيديوهاته أرقاما قياسية في المشاهدة باليوتوب. "الرسالة التي وجهها المهاجر المغربي إلى الملك عبر فيها عن غضبه مما يحدث في المغرب بعد أحداث 20 فبراير، ووصلت نسب مشاهدتها باليوتوب إلى 302 ألف مشاهدة في نسخته الرسمية، خلال ثلاثة أيام. بالإضافة إلى اكثر من 10 آلاف مشاهدة في تنزيل آخر للفيديو بالموقع. عليوين، الطالب بالجامعة النيويوركية قدم نفسه ورقم بطاقته الوطنية ورقم جواز سفره، وهو يشهرهما أمام الكاميرا قبل البدء في التوجه برسالة إلى الملك انتقد فيها النظام المغربي. كما انتقد سيطرة مجموعة من العائلات على دواليب السلطة بالمغرب. عليوين لم يتوقف عند رسالته بل قدم فيديو آخر بلغت نسبة مشاهدته 30 ألف، ينتقد فيه الإدارة المغربية، ويؤكد على أنه لا يخاف العودة إلى المغرب، قبل أن يصدر فيديو ثالث شاهده اكثر من 80 ألف شخص على يوتوب. مقابل هذا التوجه أقدم مواطنون آخرون على تقديم تسجيلات ثمنت المجهودات الملكية، وانتقدت رسائل عليوين إلى الملك. شخص بلهجة شمالية قال إنه يقطن طنجة، لم يظهر صورته اطلق شتائم في حقه واتهمه بالعمالة لل"يهود" وبأنه دفع له، قبل أن يهدد سلامته الجسدية. الفيديو شاهده 10 آلاف شخص. مهاجر مغربي آخر ظهر بصورته، أجاب رسالة عليوين، بطريقة سلمية وحضارية، وأسماه (إجابة إلى رسالة إلى محمد السادس) مؤكدا على أن الملك راكم الكثير من الإنجازات بالمغرب خلال سنوات حكمه. مقابل رسائل عليوين أرسل مواطنون آخرون تسجيلات ينتقدون فيها النظام أو يؤيدونه. بهذا أطلق مواطن مغربي "رسالة إلى الملك محمد السادس – مقدسات- " . التسجيل الذي رقن عنوانه باللغة اللاتينية انتقد استغلال تهمة "المقدسات" في تسجيل يمتد ل11 دقيقة، وعبر عن رأيه في جزء من تاريخ المغرب، وما اعتبره خيانة للحسن الثاني لجيش التحرير. التسجيل تبادله أكثر 240 مرتاد لموقع فيسبوك، وكتبت عليها أكثر من 80 تعليق بموقع "يوتوب" تبادلت آراؤها ما بين الاستحسان والاستهجان.