في اغرب تبرير على وجه الارض قال عمار سعداني، الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر، ان مرض الرئيس بوتفليقة لا يمكن ان يحول دون ترشحه للرئاسة، مذكرا في هذا الصدد ان الرئيس الاميركي فرانكلين روزفلت "حكم اميركا وهو مصاب بالشلل لأربع ولايات"، ومات قبل ان يتم ولايته الرابعة في 1945. تبرير السعيداني هذا ومقارنة وضع الرئيس بوتفليقة بأحد اهم الرؤساء الامريكيين، يثير الكثير من الضحك ويكشف بالملموس إلى أي مدى وصل مستوى الفكر والممارسة السياسية لدى جنرالات الجزائر و"بوقهم" السيد السعيداني، الذي يواجه انتقادات كثيرة من داخل اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني الذي أصيب بالخرف مثل زعيمه المفدى بوتيف.
مقارنة بوتفليقة بروزفلت يعني ان السادة الجنرالات ماضون في مخططهم القاضي بتتويج بوتفليقة رئيسا للجزائر للمرة الرابعة، وذلك لكي يتماهى مع روزفلت الذي حكم امريكا لأربع ولايات، كما ان الجنرالات واثقون من ان بوتفليقة لن يموت إلا بعد ان يتولى رئاسة الجزائر للمرة الرابعة، وهي الولاية التي لن يستطيع إكمالها، إذ لربما سيباغته الموت سنة 2015 كما حصل مع روزفلت سنة 1945..
إلا ان السعيداني ومعه الجنرالات لم يقرؤوا التاريخ جيدا، حيث اغفلوا او تغافلوا عنوة بان روزفلت أصيب بالشلل الجسدي وبقي محافظا على قوته العقلية وكان من بين اكبر الرؤساء الامريكيين خطابة وهو ما لا ينسحب للأسف على بوتفليقة الذي لم ينبس ببنت شفة منذ اكثر من عام، وهو ما جعل بعض الملاحظين يشكّون في قدرته على الكلام وعلى التفكير، وأحرى كتابة رسالة كتلك التي القيت بأبوجا، او إلقاء خطاب امام الشعب..
ملاحظات كثيرة يمكن سردها لتفنيد أقوال السعيداني والجنرالات الذين يقفون من وراءه إلا اننا نكتفي بهذا القدر على اننا سنغوص مستقبلا في بعض الجوانب من هذه القضية..