لقد كنا السباقين للتحذير من المشاركة في مسيرة 20 فبراير ، لأن منظميها مجهولون ، رغم أن بعضهم ينتمي للشبيبة الاتحادية ، لكنهم لم يصرحوا بذلك ، حتى فضحهم الحاج كوكل ، الله يخلف عليه ، ربما أخفو السبب لكونهم لو أفصحو عن ذلك ، ما كانت جعوتهم لتثير كل هذا الانتباه . كما توقعنا بالضبط ، فقد أصيب منظمو مسيرة 20 فبراير بخيبة أمل كبرى ، بعدما فشل مسعاهم ، ولم يلب الشعب المغربي نداءهم ، فضلا عن كون أغلب مكونات هذه الحركة انسحبت فرادى وجماعات مع اقتراب اليوم الموعود ، لأسباب عديدة ، وكل منهم له دوافعه ، وأغلب المنسحبين قرروا ذلك خوفا من استغلال المسيرة من طرف أعداء الوطن ، أو سرقة السياسيين المنضمين في آخر لحظة لهذه الثورة . فضلا عن عدم تحديد المنظمين لموقفهم من الملكية .
وقد انسحبت النساء كذلك من المسيرة، ففي تصريح لها أكدت المنسقة الوطنية لجمعية 'جسور منتدى النساء المغربيات' السيدة غزلان بنعاشر: قررنا عدم المشاركة في هذه المسيرة التي لا نعرف من ينظمها ولا حتى المطالب" . وأكدت السيدة بنعاشر " نحن لسنا ضد المظاهرات، لأننا شاركنا ، بصفتنا حركة نسائية ، في عدة تظاهرات، لكن نريد من هذا الأمر أن يكون منظما في إطار واضح وجلي ومحدد". وأضافت بأن الجمعية "فخورة بما حصل في مصر وتونس، ولكن لا توجد أية مقارنة في ذلك مع المغرب". وأوضحت أنه خلافا لهذين البلدين، يتمتع المغرب بانفتاح ديمقراطي، وبحرية في التعبير، وبمجتمع مدني نشط، مسجلة أنه "تجاوزنا المرحلة التي كان عليها هذان البلدان، وإن كان هناك الكثير مما يجب القيام به". وأضافت السيدة بنعاشر قائلة "يتعين مواصلة التظاهر ولكن بدون أي مساس بالمؤسسات ولا القضايا المقدسة للمملكة". لقد بدا جليا أن المسيرة تخفي أكثر مما تعلن ، وأن لها أغراضا سياسية ، وقد حاول بعض السياسيين الفاشلين الركوب عليها ، لكن استنجد غريق بغريق ، فغرق الإثنين يوم الأحد 20 فبراير . لقد قالوا قديما اللي تسحر مع الدراري كيصبح فاطر ، وهذا ما وقع بالضبط لكل من انضم لمسيرة كتاكيت لا يتجاوز عددهم العشرات ، و قد كشفت المسيرة هذه الحقيقة ، حيث أن من المدن من حضر المسيرة مائة شخص ، واش أعباد الله مفيقيني عالنبوري باش نشوف جوج أقسام الباكالوريا. كاتضحكو عالوقت ؟ لو شاركت معهم جماعة العدل والإحسان لكان عدد المشاركين كثيفا ، ولو انضم شباب العدالة والتنمية ، ربما تراجعوا في آخر لحضة ، حتى لا يشبههم المغاربة بمن شافوهم معهم ، كما يقول المثل .فلو شاركوا لكان للمسيرة طعما آخر ، لكن مسيرة يشارك فيها النهج الديمقراطي ، ما فيه حتى ستة الناس ، تريدون لها النجاح ، فهذا قمة الضحك على الدقون ، لماذا يقاطعون الانتخابات باستمرار ، حيث عارفين أنهم ما غايجيبو حتى صوت ، واش أعباد الله القاعدية باقا واكلة فهاد الزمان ، ضاموا حتى اليساريين اللي تجمعو كاملين وشعلو ربعة الشمعة ، لكن الانتخابات طفاتها ليهم ، وخلالتهم ضحكة ، قلبو الفيستة ودخلو مع شي حزب له شعبية . الحاصول اللي تسحر الدراري كيصبح فاطر، لذلك فلا أظن أن مسيرة أخرى سيدعو لها فايسبوكيون من أمثال هذه الشلة سينضم لها ولو طفل عمره عشر سنوات ، فقد ندمت القلة القليلة التي حضرت ، استدعتهم المجموعة ، باش تصب عليهم الشتا ، كون خلاتهم مكمدين فلمانط ، لكانت فعلت خيرا كبيرا ، مادامت المجموعة ما قادة على والو ، اللسان ماضي والدراع كاضي .