أكد محمد لمرابطي الباحث والعضو في المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالحسيمة-الناظور أن الديانات السماوية الثلاث لعبت دورا جوهريا في نشر قيم حقوق الإنسان في العالم. وأوضح لمرابطي في مداخلة قدمها يوم الثلاثاء الماضي خلال ندوة بمدينة الحسيمة أن الديانات الثلاثة ساهمت في نشر الوعي بحقوق الإنسان وحرية الفرد وحقه في أن يتمتع بحياة كريمة وشريفة وبوأت الإنسان مكانة كبيرة في هذا الكون مشيرا إلى أنه وقعت بعض التجاوزات على مدى التاريخ إلا أنها لا تعكس حقيقة هذه الديانات. واستعرض لمرابطي المراحل التي قطعها إدخال مبادئي حقوق الإنسان في القوانين الوضعية وفي أجهزة الدول الغربية مشيرا إلى أن إعلان استقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية في 1776 يشكل الوثيقة الشرعية الأولى التي نصت على أن جميع الناس سواسية منحهم الله حقوقا منذ الولادة وفي مقدمتها الحق في الحياة والحرية والتطلع إلى العيش الكريم. وأثار الانتباه إلى أنه لا يوجد أي تعارض بين المفهوم الديني لحقوق الإنسان وتلك التي تتضمنها القوانين الوضعية مشيرا إلى أن الإعلان الإسلامي العالمي لحقوق الإنسان الذي اقترحه المجلس الإسلامي الأوربي في شتنبر من سنة 1981 حدد 24 حقا إنسانيا أساسيا من بينها الحق في الحياة والحرية والحق في المساواة ومناهضة التمييز والحق في العدل والحق في التنقل بحرية والإقامة. واعتبر من جهة أخرى أن قضايا حقوق الإنسان تحتاج اليوم ، وأكثر من أي وقت مضى، دعما كبيرا من قبل الخطاب الديني المنفتح والمعتدل خاصة في وقت الحداثة وتقارب الحضارات وذلك للمرور من مرحلة الصراع والمواجهة إلى التعايش والتفاهم. وقد تم خلال هذه الندوة المنظمة من قبل المندوبية الإقليمية للثقافة بالحسيمة حول موضوع " جدلية الحركة الثقافية والفنية وحقوق الإنسان في الريف" أيضا تقديم عروض حول" التنمية الثقافية في الريف" و"دينامية المسرح في الريف..وضعية وآفاق والحركة الفنية والموسيقية بالريف".