انتقلت عدوى التأهب الأمني من مناطق متفرقة بالولاياتالمتحدة، إلى العاصمتين البريطانية والروسية لندنوموسكو، بعد مقتل 3 أشخاص وإصابة ما يزيد على 130 شخصا في تفجيرين وقعا الاثنين قرب خط النهاية بماراثون بوسطن في ولاية ماساشوستس. وأعلنت شرطة نيويورك أنها عززت إجراءاتها الامنية، وقال المتحدث باسم الشرطة بول براون في بيان: "نعزز الإجراءات الأمنية أمام الفنادق ومواقع أخرى معروفة في المدينة في انتظار معرفة مزيد من المعلومات عن هذين التفجيرين. فرق الاستجابة السريعة انتشرت حول المدينة لحين الوقوف على كل ما يتعلق بالانفجارات".
وعند البيت الأبيض وسع جهاز الاستخبارات محيطه الأمني عقب وقوع الانفجارات، فأغلق طريق "بنسلفانيا أفنيو" وطوق المنطقة بشريط الشرطة الأصفر.
كما أغلق عدد من سياراته نقاط دخول، رغم أن منطقة البيت الأبيض لم تغلق، وسمح للسائحين وغيرهم بدخول المتنزه الواقع في الجهة المقابلة من الشارع.
وقال الناطق باسم قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس ستيف ويتمور، إن ادارة الشرطة فتحت مركزا لعمليات الطوارئ وزادت من دورياتها على الطرق والمناطق الحيوية الأخرى، ومنها ساحة دودجرز لكرة القاعدة ليل الاثنين.
من جانبها، أنشأت هيئة الطيران الفيدرالية منطقة حظر جوي فوق موقع الانفجارات، وأمرت عقب ذلك الطائرات المتجهة إلى مطار "لوغان" الدولي في بوسطن بالبقاء في مطاراتها في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة.
وقال منظمو ماراثون لندن إن الشرطة البريطانية قررت "مراجعة" استعداداتها الأمنية للماراثون المقرر له الأحد المقبل، وأوضح المدير التنفيذي لماراثون لندن، أحد أكبر الماراثونات في العالم، نيك بيتل: "يتم تطوير خطتنا الأمنية بالتنسيق مع شرطة لندن. نحن على اتصال بهم منذ سمعنا بأخبار انفجاري بوسطن".
وتابع: "نشعر بالأسف والصدمة لما حدث في بوسطن. قلوبنا مع المصابين وعائلاتهم. إنه يوم حزين جدا للرياضة".
وأكدت مسؤولة بارزة في شرطة لندن ما قاله بيتل، وقالت جوليا بندري إن الشرطة "ستراجع الترتيبات الأمنية" فيما يتعلق بالماراثون.
وفي العاصمة الروسية، قالت الجهات المنظمة لبطولة الرياضيين العالميين في موسكو إنها ستعزز التواجد الأمني في أعقاب تفجيري بوسطن.
ونقلت وكالة أنباء "آر-سبورت" الثلاثاء عن رئيس الاتحاد الروسي للرياضيين فالانتين بالاخنيتشيف قوله إن منظمي البطولة سوف "يستفيدون من دروس" تفجيري بوسطن.
وقال بالاخنيتشيف إن المعايير الأمنية التي يلتزمون بها مرتفعة، لكن الجهات المنظمة "سوف تتخذ إجراءات أكثر صرامة" لضمان الأمن.
وينظر إلى البطولة التي تعقد في الفترة من 10 وحتى 18 من أغسطس المقبل كتجربة للألعاب الشتوية التي تعقد عام 2014 في مدينة سوشي الروسية الساحلية على البحر الأسود.
إدانات عالمية لتفجيرات بوسطن
إلى ذلك توالت ردود الأفعال من مختلف دول العالم على التفجيرين اللذين انتهى بهما ماراثون بوسطن في أميركا، إذ عرضت بعض الدول المساعدة على أميركا في إنهاء التحقيقات بينما أكدت أخرى تضامنها الكامل مع واشنطن.
وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مساعدة بلاده في التحقيقات التي تجريها الولاياتالمتحدة في تفجيري بوسطن.
وقال بوتن في رسالة عزاء نشرها موقع الكرملين إن "المجتمع الدولي ينبغي أن يتحد في مواجهة الإرهاب".
وأضاف أن بلاده "مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات الأميركية في التحقيقات بشأن التفجيرين".
ودان رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي "الأعمال المروعة" التي وقعت عند انتهاء ماراثون بوسطن.
وقال في بيان: "أدين الأعمال المروعة التي وقعت في بوسطن وأعبر عن أسفي لهذه النهاية المأساوية ولخسارة أرواح أبرياء".
ودعا فان رومبوي إلى "إحالة المسؤولين عن هذه الفظاعات إلى العدالة" قبل أن يعبر عن "تضامن الاتحاد الاوروبي مع الشعب الأميركي ودعمه له".
من جهتها عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن "صدمتها"، منددة بهذه الأعمال.
كما قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز: "في هذه المرحلة، لا نعلم بعد من فجر القنابل لكن أقول بدون أي لبس إن الإرهاب لا يمكن أبدا تبريره"، مضيفا "نقف إلى جانب أصدقائنا الأميركيين".
من جانبه عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنديرس فوغ راسموسن عن "صدمته الشديدة" قائلا: "مشاعري مع الناس في بوسطن وكل الولاياتالمتحدة".
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "تضامن بلاده الكامل مع السلطات والشعب الأميركيين" بعد تفجيرات بوسطن.
وأبدى في بيان "تأثره البالغ"، قائلا: "في هذه الظروف المأساوية، يقدم رئيس الدولة تعازيه لعائلات الضحايا ويبدي تضامن فرنسا الكامل مع السلطات والشعب الأميركيين".
وفي بيان آخر أكدت وزارة الخارجية الفرنسية لواشنطن التعبئة الكاملة لدبلوماسييها في الولاياتالمتحدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية: "نحرص على طمأنة السلطات المحلية والفدرالية بدعمنا وتضامننا الكامل. إن قنصليتنا العامة في بوسطن وسفارتنا في واشنطن وكذلك مجمل مكاتبنا في الولاياتالمتحدة في حالة تعبئة كاملة".
من ناحيته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون بتفجيري بوسطن، مقدما مواساته إلى أسر الضحايا.
يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد بمحاسبة منفذي التفجيرين اللذين استهدفا سباقا للمارثون في مدينة بوسطن الأميركية الاثنين وأسفرا عن 3 قتلى و132 جريحا بينهم 17 إصابة خطيرة وفقا لما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية.