توقفت حركة العمل الأحد في مدينة بورسعيد، على قناة السويس، التي أعلن شبابها العصيان المدني اعتراضا على تجاهل الحكومة المصرية لمطالبهم ليتجاوب معهم الآلاف من أهالي هذه المدينة الغاضبة من تجاهل السلطات لها.
وقال شهود عيان ان المتظاهرين ومعظمهم من شباب الالتراس البورسعيدي اخلوا المباني الحكومية من الموظفين وأوقفوا حركة العمل داخل مبنى المحافظة الرئيسي ومبنى الهيئة العامة لموانئ بورسعيد ومنطقة الاستثمار في المدينة حيث اخرجوا العمال من عشرات المصانع.
وأصدرت جماعات شباب الالتراس البورسعيدي بيانا طالبت فيه ب"القصاص لشهداء المدينة ممن أعطى أوامر القتل من النظام ووزارة الداخلية" كما دعت إلى "معاملة شهداء بورسعيد كشهداء الثورة ماديا ومعنويا بالإضافة إلى عدم تسييس قضية مذبحة بورسعيد ومراجعة أحكام الإعدام من جهة قضائية محايدة".
وسقط نحو 40 قتيلا في نهاية يناير في اشتباكات عنيفة بين الشرطة وأهالي المدينة بعد صدور أحكام الإعدام على المتهمين في "مذبحة إستاد بورسعيد" أعلن الرئيس محمد مرسي على إثرها حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في المدينة ومدينتي القناة الأخريين السويس والإسماعيلية.
وكانت محكمة جنايات القاهرة حكمت في اليوم نفسه بالإعدام على 21 متهما اغلبهم من أبناء المدينة بتهمة قتل 72 من التراس النادي الأهلي في هذه المذبحة التي جرت اثر مباراة ضد الفريق القاهري وفريق المصري البورسعيدي في فبراير 2012.
إلا أن أهالي بورسعيد يعتقدون أن وزارة الداخلية هي المسؤولة عن هذه المجزرة الدامية ويؤكدون أنهم أبرياء من دماء مشجعي الأهلي.
وهتف المتظاهرون الذين جابوا شوارع المدينة الأحد "انتفضي يا بورسعيد"، "بالروح بالدم نفديك ياشهيد" و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم" رفعوا صورا لضحايا أحداث العنف الأخيرة ولافتات تقول "القصاص" و"بورشهيد" فيما رفع آخرون علما أطلقوا عليه "علم الاستقلال".
وقطع المتظاهرون خط السكة الحديد لنحو ساعة قبل أن تعود حركة القطارات لطبيعتها.
وأغلقت عدد من المتاجر والمحال أبوابها استجابة للدعوة إلى العصيان خاصة في السوق التجاري، أهم أسواق المدينة، وذلك أيضا احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية منذ هذه المجزرة حيث يرفض الكثير من أبناء المحافظات الأخرى التعامل معهم.
وشارك مئات الطلاب بملابسهم الدراسية في التظاهرات التي شهدت مشاركة نسائية لافتة.
وقال شهود عيان أن "المتظاهرين حطموا 3 سيارات تابعة للشرطة أمام إحدى المدارس بعدما صدمت طالب عن طريق الخطأ" لكنهم أشاروا إلى أن "رجال الأمن ملتزمين أماكنهم في أقسام الشرطة بعيدا عن المتظاهرين".
وقالت أمال محمد (50 سنة) وهي معلمة في مدرسة ثانوية "شباب الالتراس منعوا الطلاب من دخول المدرسة.. والدراسة متوقفة تماما".
وقال المحاسب اشرف حامد (41 عاما) "الأهالي متجاوبون مع دعاوي العصيان.. والحياة شبه متوقفة تماما في المدينة"، وأضاف حامد عبر الهاتف "الحكومة تتجاهل أهل بورسعيد بشكل فج.. حيث لم يكلف أي مسؤول نفسه زيارة المدينة رغم أحداث العنف وسقوط الشهداء".
وقال تاجر الملابس عبد الخالق فوزي (31 عاما) الذي شارك في مسيرات الأحد طالبا القصاص لصديق له قتل في أحداث العنف "الإخوان يعاملوننا بظلم شديد وكأننا غير مصريين"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس مرسي، وأضاف "العصيان المدني هو الحل الوحيد لإيصال صوتنا للجميع للتضامن معنا".
ولم تعلن الجهات الداعية للعصيان عن مدة محددة له.
ودعت صفحات ثورية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى التضامن مع العصيان المدني في بورسعيد عبر مسيرات في مدن القاهرة والإسكندرية والسويس.
ولم تتأثر حركة الملاحة في قناة السويس بهذا العصيان حيث تقوم قوات من الجيش الثاني المصري بتأمين المجرى الملاحي، وقال مسؤول بهيئة القناة "حركة الملاحة مستمرة بشكل طبيعي وإجمالي عدد السفن الأحد بلغ 52 سفينة في الاتجاهين".
وقال اللواء احمد نجيب، رئيس الهيئة العامة لموانئ بورسعيد، أن "حركة تداول السفن داخل الميناء منتظمة والعمل لم يتوقف في عمليات الشحن والتفريغ على الأرصفة"، وتابع "تم إخلاء مبنى الهيئة من الموظفين الإداريين فقط فيما استمر عمل جميع العاملين في حركة السفن لضمان استمرارها بشكل طبيعي".
وقبل أسبوعين شهدت المدينة الساحلية تظاهرات غاضبة ضد الحكومة. وصب المتظاهرون جام غضبهم على الرئيس وعلى جماعة الإخوان.
وتحدى أهالي مدن القناة الثلاث آنذاك قرار حظر التجول ونزلوا بالآلاف إلى الشوارع أثناء ساعات الحظر ما جعله بلا أي قيمة.