أكد النائب السويدي أولريك نيلسون أمس الأربعاء. أن الملتمس الذي أدخلته أحزاب معارضة سويدية في تقرير حول الوضعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي يدعو الحكومة إلى الاعتراف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية" هو "خطوة غير دستورية" و"تدخلا" في صلاحيات السلطة التنفيذية.
وأضاف النائب السويدي من حزب "مديرات" الذي يقود التحالف الحكومي أن الدستور السويدي ينص صراحة على أن الاعتراف بدولة يعود إلى الصلاحيات الخاصة بالحكومة وليس البرلمان.
وبعد أن ذكر بأن القانون الأساسي للسويد يحدد بشكل دقيق العلاقة بين الجهازين التشريعي والتنفيذي. شرح النائب البرلماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. أن الحكومة يمكنها أن تستشير البرلمان بخصوص بعض المسائل دون أن تكون مضطرة لتنفيذ الآراء المقدمة.
وشدد على أن الصلاحيات المتعلقة بالاعتراف بدولة تعود بشكل حصري للحكومة . مذكرا بأن الجهاز التنفيذي كان قد قدم تحفظات على موضوع هذا الملتمس المقدم من طرف تشكيلات من المعارضة وهي الحزب الاجتماعي الديمقراطي وحزب الخضر وانضم إليهما في تحالف ضد الطبيعة حزب الديمقراطيين السويديين(الحزب الشيوعي السابق.
وقال إن هذه التشكيلات اقترحت ملتمسا لأسباب "سياسوية ومن أجل الضغط على الحكومة بخصوص بعض القضايا الداخلية التي لا علاقة لها بقضية الصحراء". مشيرا إلى أن هذه المبادرة "تترجم نوعا من حنين هذه الأحزاب إلى الحرب الباردة".
وذكر نيلسون أنه بالنسبة للحكومة التي قدمت تحفظات حول هذا الملتمس فإن (الجمهورية الوهمية) لا تتوفر على مقومات الدولة وهي التراب والشعب والسلطة الفعلية. مشيرا إلى أن السويد تتشبث باحترام هذه المعايير . وقلل النائب السويدي من مدى هذا الملتمس الذي اعتبر أنه لا يعني بأي شكل من الأشكال اعترافا بالجمهورية المزعومة.
واستطرد "الاعتراف بهذا الكيان الوهمي لا يفيد في شيء مسلسل التسوية الجاري تحت إشراف الأممالمتحدة".
وبعد أن عبر عن انشغالاته بخصوص الوضع غير المستقر القائم في منطقة الساحل والصحراء. أشار النائب البرلماني إلى التقارير الدولية التي تتحدث عن اختراق (البوليساريو) من طرف عناصر متطرفة.
وبخصوص المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي وصفت بالجدية وذات المصداقية من طرف القوى العالمية. أشاد النائب بالجهود والإرادة القوية للمغرب من أجل العمل على دفع مسلسل تسوية قضية الصحراء. في الوقت الذي يبدو فيه (البوليساريو) يفضل استمرار الوضع القائم.
وفي هذا الصدد أبرز نيلسون أهمية الإصلاحات التي ينفذها المغرب. مبرزا أن الإنجازات السياسية التي حققها المغرب وكذا الحكم الذاتي الذي اقترحه يقوي مكانته في المنطقة.
وقال إن هذه الانجازات تعتبر أخبارا جيدة. مشيرا إلى أن المغرب مقتنع بشدة بوجاهة مبادرته.
وأعرب البرلماني عن أسفه للمعاناة التي تتكبدها ساكنة المخيمات المحتجزة رغم أنفها في تندوف فوق التراب الجزائري. كما ندد بالحصار المفروض على السكان المحتجزين. معربا عن أسفه لسيطرة قيادة (البوليساريو) على هؤلاء السكان.
وقال إنه من غير المقبول التعامل مع سكان مخيمات تندوف كرهائن. داعيا إلى احترام حقوق هؤلاء السكان خاصة الحق في حرية التنقل" إن الذين يأخذون هؤلاء السكان كرهائن عليهم أن يحاسبوا على ذلك".
وأكد أن مبادرة أحزاب المعارضة ببلاده لا يجب أن تشوش على العلاقات الجيدة بين المغرب والسويد. وقال إن هذه المبادرة تندرج في إطار الحسابات السياسية الداخلية وخطوة مزايدة من طرف أحزاب المعارضة.
وقال "نحن متشبثون بتعزيز العلاقات مع المغرب". داعيا إلى تشجيع الحوار والتشاور بين المملكتين.