شهد مدرج الأساتذة بكلية الطب والصيدلة بمدينة الدارالبيضاء بالمغرب، يومه الجمعة على الساعة الخامسة مساءا، ندوة علمية هي الأولى من نوعها على المستويين العربي والإسلامي حول موضوع تجربة الاقتراب من الموت... حقيقة إكلينيكية والتي أدارها باقتدار كل من الدكتور محمد كريم جوا(طبيب عام) و السيدة ماريا بيشرا(مؤسسة "نادي الأم والطفل" و أخصائية تنمية بشرية).
وتناول المتحدثون ظاهرة تجربة الاقتراب من الموت التي أثارت العديد من علامات الاستفهام وصارت محط اهتمام كبير من لدن المختصين منذ صدور أول كتاب بعنوان "الحياة بعد الحياة" لصاحبه الدكتور "رايموند مودي" سنة 1975 والذي يشرح ماهية هذه التجربة كونها ظاهرة غير طبيعية نادرة الحدوث رغم أنها حصلت مع أزيد من 32 مليون شخص منهم 20 مليون في أوربا و12 مليون في أمريكا حسب أخر الإحصاءات العلمية ، و تتلخص ماهية هذه الظاهرة في أن البعض ممن تعرضوا لحوادث كادت تودي بحياتهم قد مروا بأحداث وأماكن مختلفة منهم من وصفها بالطيبة والجميلة ومنهم من وصفها بالشر والعذا.
ورغم أن تجربة الاقتراب من الموت، تشكّل، موضوع العديد من الأبحاث بجميع بقاع العالم. إلا أن تناوله في العالمين العربي والإسلامي مازال جد محتشم حيث أن عدد المتحدثين عن هذه التجارب قليل جدا بسبب النظرة المشككة لمثل هذه الظواهر كونها لا تعدوا هلوسات أو كوابيس وأحلام من صنع العقل الباطن حسب نظرة المجتمع إليها، كما أنه من الوارد أن تثير هذه الندوة مجموعة من الجدالات من طرف بعض الأوساط الدينية ، وللإجابة عن هذه المخاوف تجيب السيدة ماريا بشرا منظمة هذه الندوة قائلة ''على عكس ما قد يتصور كون هذه التجارب التي مر بها البعض خلال فترة الغيبوبة أو بسبب حادثة ما ، يمكن أن تتصادم مع معتقدات الدين الإسلامي إلا أنني كواحدة ممن عاشوا هذه التجربة أقول أن حدوثها معي اكسبني المزيد من الإيمان وعدم الاهتمام بالأمور المادية والدنيوية ، هذا فضلا على أن ديننا الحنيف يذكر أن الروح هي من أمر الله وهو القادر على نزعها أو إعادتها إلى الجسد من جديد فلا خلاف بين موضوع الندوة وتصوراتنا الإسلامية على الإطلاق .
رجاء بنعمور: شاهدة على تجربة الاقتراب من الموت من خلال تداعياتها
هذا وعرفت الندوة مجموعة من المدخلات من بينها مداخلة صوفيا بارك الله، منظمة اللقاءات الدولية الأولى حول تجربة الاقتراب من الموت بتاريخ 17 يونيو 2006- بمارتيغ بفرنسا ومخرجة الشريط الوثائقي "انطلاقة خاطئة"، العديد من المتدخلين المغاربة والفرنسيين. الدكتور جون بيير بوستيل: طبيب تخدير وإنعاش، مستشفى سارلا، فرنسا. الدكتور مصطفى مسيد:عالم نفس اكلينيكي، طبيب نفساني وكاتب(المغرب) الدكتور إيريك ديدوا: عالم نفس اكلينيكي، دكتور في علم النفس، المركز الاستشفائي الجامعي بمارسيليا، فرنسا.