أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ان الاسلامي ابو حمزه المصري والمتهمين الأربعة معه بنشاطات ارهابية قد رحلوا الى الولاياتالمتحدة بعد رفض المحكمة العليا في لندن الاستئناف الذي تقدموا به.
وغادر الامام السابق لمسجد فينسبورغ بارك بلندن والمتهمون الاخرون ليل الجمعة السبت القاعدة العسكرية البريطانية في ميلدينهال (شرق بريطانيا) متوجهين الى الولاياتالمتحدة بعد معركة قضائية استمرت اكثر من عشر سنوات. وكانت الولاياتالمتحدة تطالب بهم لمحاكمتهم بتهمة قيامهم ب"انشطة ترتبط بالارهاب".
وقالت الوزيرة في بيان "اوكد انه هذه الليلة (الجمعة السبت) اقلعت طائرتان من قاعدة سلاح الجو الملكي في ميلدينهال" موضحة ان المشتبه بهم في طريقهم "الى الولاياتالمتحدة كي تتم محاكمتهم هناك".
وأقلعت الطائرتان من قاعدة ميلدينهال قبيل الساعة 23,00 تغ وعلى متنهما ابو حمزه المصري وشركائه الاربعة وهم وبابار احمد وخالد الفواز وعادل عبد الباري وسيد طه احسان. وكان المتهمون الخمسة قدموا استئنافا الى المحكمة العليا البريطانية الاسبوع الماضي بعد موافقة المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان على ترحيلهم.
وبعد ساعات على صدور قرار المحكمة العليا البريطانية، غادرت قافلة سيارات شرطة بينها عربات مدرعة سجن لونغ لارتين قرب بيرمنغهام (وسط انكلترا) حيث كان الرجال الخمسة يحتجزون.
وقالت المحكمة في قرارها ان "الطعن الذي تقدم به المتهمون الخمسة رفض. بالتالي يجوز تسليمهم الى الولاياتالمتحدة فورا".
وطالب وكيل ابو حمزه بتأجيل ترحيل موكله لإخضاعه لفحص "اي ار ام" لمعرفة ما اذا كان يعاني او لا من مرض "خطير".
وقال دين بويد المتحدث باسم وزارة العدل الاميركية لفرانس برس "نرحب بان تكون آلية التسليم في هذه القضايا قد بلغت خواتيمها".
ورحبت وزارة الداخلية البريطانية ب"قرار المحكمة العليا".
وقال متحدث باسم الوزارة "نعمل الان على تسليم هؤلاء الاشخاص في اسرع وقت ممكن".
وبحسب هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) كانت طائرتان مدنيتان احداهما مسجلة باسم وزارة العدل متمركزتين في قاعدة جوية شرق بريطانيا.
وكان ابو حمزة وبابار احمد وخالد الفواز وعادل عبد الباري وسيد طلحة احسان قدموا طعونا في اللحظة الاخيرة امام المحكمة العليا الاسبوع الماضي بعد ان اعطت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان الضوء الاخضر لتسليمهم.
ويحاول الامام السابق لجامع فينزبوري بارك منذ ثماني سنوات الحؤول دون ترحيله فيما تتهمه واشنطن بالمشاركة في خطف 16 سائحا غربيا في اليمن العام 1998 قتل اربعة منهم في اثناء عملية عسكرية لتحريرهم.
كما انه متهم بالمساهمة في اقامة معسكر تدريب ارهابي في الولاياتالمتحدة في 2000-2001 وفي تمويل راغبين في "الجهاد" يودون الذهاب الى الشرق الاوسط للتدرب على اعمال ارهابية.
وابو حمزة المولود في مصر وحامل الجنسية البريطانية البالغ 54 عاما مستهدف ب11 تهمة متعلقة بالارهاب.
وقال محامي الاسلامي ابو حمزة المصري الاربعاء انه يجب عدم ترحيل موكله لانه يحتاج الى فحص لدماغه لتحديد ما اذا كانت حالته "قابلة للتدهور".
اما بابار احمد (38 عاما) فهو بريطاني خبير في المعلوماتية مسجون في بريطانيا منذ ثماني سنوات من دون محاكمة. وتشتبه واشنطن بانه انشأ موقعا الكترونيا لجمع الاموال للقيام بانشطة ارهابية بحسب المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.
والعام الماضي ارسل اقرباؤه مذكرة تحمل توقيع 150 الف شخص الى الحكومة البريطانية للمطالبة بمحاكمته في بريطانيا.
والجمعة بعد الجلسة وصف والده قرار القضاء بانه "فصل معيب في تاريخ بريطانيا" وانه "قرار متعمد اتخذ في واشنطن".
وسيد طحلة احسان (32 عاما) البريطاني متهم بالتآمر بهدف قتل وخطف وتشويه اشخاص او تخريب ممتلكات في بلد اجنبي بحسب المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.
وطالب محامو بابار احمد وسيد طلحة احسان بمحاكمة موكليهما في لندن.
وعادل عبد الباري (52 عاما) مصري وخالد الفواز (50 عاما) سعودي وهما متهمان بالتواطؤ في الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في دار السلام ونيروبي في 1998 اللذين اوقعا اكثر من 220 قتيلا.
وقال محامي السعودي امام المحكمة العليا ان اسم موكله لم يرد ابدا في صفحات جلسات الاستماع للمشتبه بهم في اعتداءي عام 1998.