ألقى جلالة الملك محمد السادس نصره الله السبت المنصرم خطابا ساميا بمناسبة الذكرى 69 ثورة الملك والشعب ، ترك صدى طيبا في نفوس غالبية المغاربة، حيث جسد الخطاب فعليا ملحمة العرش والشعب ، مذكرا بعمق روابط المحبة والتعلق بين الملك محمد الخامس طيب الله ثراه وشعبه الذي فضل المنفى على المساومة بوحدة الوطن ، كما أوضح أيضا في ذات الخطاب أبرز الإنجازات الدبلوماسية والسياسية الكبيرة ، إقليميا ودوليا لصالح الموقف العادل والشرعي للملكة بشأن مغربية الصحراء . وخص جلالته حيزا مهما من خطابه السامي للإشادة بجهود أفراد الجالية المغربية بالخارج الذين يبدلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية من مختلف المنابر والمواقع التي يتواجدون بها ، مشيرا في ذات الخطاب ، أن مغاربة العالم يواجهون صعوبات ومشاكل ، متسائلا : " ماذا وفرنا لهم لتوطيد هذا الإرتباط بالوطن ؟ وهل المساطر الإدارية تتناسب وظروفهم ؟ وهل وفرنا لهم التأطير الديني والتربوي اللازم ؟" إنتهى تساؤل جلالة الملك ، داعيا في نفس الآن إلى عودة الكفاءات الواعدة من مغاربة العالم واليهود المغاربة إلى بلدهم والتفكير في القيام بالإستثمارات . غير أن مالفت أنظار غالبية مكونات مغاربة العالم _ باستثناء طبعا من يدورون في فلكه _ هو خروج مجلس الجالية المغربية ببلاغ يشيد من خلاله بالخطاب الملكي ، مثمنا حرص جلالته على مصالح وحقوق الجالية وتفاعله المتواصل مع مطالبهم وهمومهم والسهر على إشراكهم في تنمية وطنهم المغرب . فلمن وجه الملك_ أيها المجلس _ سؤاله القائل : هل وفرنا لهم التأطير الديني والتربوي اللازم ؟ هل المجلس ينتمي لكوكب ما غير الأرض . ومن المضحك المبكي ، وفور إنتهاء الخطاب السامي ، هو تجديد مجلس الجالية المغربية بالخارج دعوته عبر بلاغ له لكافة الفاعلين المؤسساتيين للتفاعل الإيجابي فيما يتعلق بالإطار التشريعي وإعداد سياسات عمومية شاملة مندمجة موجهة للجالية المغربية بالخارج سواء المتعلقة بتحسين الخدمات الإدارية الموجهة إليها أو تقديم تحفيزات إضافية لها فيما يخص الإستثمار أو تقوية تأطيرها الديني والثقافي والتربوي ، لنطرح السؤال الموالي : شكون لي كيسمع فنظرك لهاد البلاغ ؟ غالبا بعض العاملين تحت إمرتك بالمقر المجلس ، من أجل تضمين هذا الإنشاء المعهود فيما يسمونه بالتقارير وأرشيف البلاغات التي لم يعد يقبل بأوراقها حتى " مول الزريعة " . لقد سبق لعمر المرابط قبل خمس سنوات مضت _ ووقف المتتبعون على تصريحه الآن _ أن إنتقد المجلس وأمينه العام عبد الله بوصوف ، مشيرا إلى الإختلالات التي يعرفها التسيير ، وتوقف أعماله واجتماعاته العقيمة وحصيلته الكارثية ، وضبابية إختصاصاته . خمسة عشر سنة مرت على تأسيس هذا المجلس المجهول لدى غالبية أفراد الجالية المغربية بالخارج ، وحتى وإن سمع به بعضهم فسرعان ما يهيج غضبا ويشرع في السب والقذف مباشرة مع ذكر الأسماء دون أدنى حرج ، خمسة عشر سنة كلها تعثرات وطباعة كتب ، وخرجات تمجد بوصوف ، وبطانة فاسدة تحوم حوله مغتنمة فرصة المن والعطاء، فترة مفعمة بالإخفاقات والتعثرات والنواقص ، كلها نجاح في الفشل الذريع وتعميق الهوة بين مغاربة العالم ووطنهم ، وليس لنا من حجة نسوقها في هذا الإتجاه أفضل وأحسن مما طرحه عاهل البلاد من تساؤلات عبارة عن رسائل واضحة وقوية ومزمجرة في وجه المجلس بالخصوص وبعده باقي الشركاء الحكوميين وباقي المؤسسات المعنية بفضاء الجالية المغربية . فإن كانت الحكومات التي تعاقبت على تدبير الشأن العام المغربي منذ 2007 تنتظر ومعها مغاربة العالم تحسين الأوضاع وفتح آفاق المشاركة السياسية ، وتقديم المجلس الرأي الإستشاري والترافع عنه لملك البلاد ، فقد وجدوا أنفسهم أمام أضغاث أحلام ، آن الأوان لإستئصالها من جذورها ، فلم تعد حيلة المدعو " بوصوف " المتجلية في إنتقاد الحكومات في الشق المتعلق بمناصرته المشاركة السياسية ، وفي نفس الوقت يتراجع للقول أنه لايمكن تفعيل الحقوق الدستورية في آن واحد بل تدريجيا ، تنجلي على أحد ، فأنت أمام جيل آخر .. على من كاتضحك أسي عبد الله ؟ من 2007 هاد التدريج مابغاش يسالي عندك ؟ النص من الجالية ماتوا وباقي كيتسناو التدرج … لقاو غير المعارض والمهرجانات الخطابية وبيع الكتب الغليظة والمؤلفات … من سعد المطبعة المعلومة للصديق المتعاون عن بعد المتمتع بنسبة عالية من الميزانية ، وذاك حديث آخر سنعود إليه بالتفصيل والقرائن على لسان أحد المطرودين من دائرة الإستفادة من الكعكة . حول هذا الموضوع ، تواصلت كاب 24 مع عدد من نشطاء الجالية عبر العالم ، فوجدنا صراحة وبدون أي تزايد ، نفورا وإشمئزازا كبيرا كلما تعلق الأمر بمطالبتهم برأيهم بخصوص مجلس الجالية ، والبعض الآخر فضل الحديث بإسهاب ملتمسا عدم ذكر إسمه ، فيما البعض الآخر أذن لنا بإدراج الإسم والصفة مستقويا بمبايعته لأمير المؤمنين لاغير ، وذهب البعض الآخر إلى إعطاء عنوان ماوقع للدبلوماسيين المغربيين مؤخرا في كولومبيا ، لما يقوم به غالبية ممثلي الدبلوماسية المغربية في الخارج ، فلا أغراض إدارية تقضى ، ولاقابلهم أي من ممثلي مجلس الجالية أو غيره من باقي الشركاء في تدبير ملفات مغاربة العالم ، وما حدث سنة 2007 لخادمة قنصلة مغربية بأورلي من عذاب أليم واستعباد بعد أن أخلت بمضامين عقد العمل الذي أبرمته مع المشغلة ، فكيف للقنصلة أن تخدم دبلوماسية مملكة برمتها ؟ فيما تمت مهاتفة بعض عضوات مجلس الجالية بالخارج فتحدثن بصدق وأمانة عن إمتعاضهن وعدم رضاهن، متسائلات عن أدوارهن الميتة ، لكنهن إلتمسن عدم إدراج تصريحاتهن حاليا نظرا لإحراج الإنتماء _ كاب 24 تحتفظ بمكالمتهن إلى أن ينفضن عنهن غبار هذا الإنتماء العار . يقول الأستاذ الباحث رضوان محمد قريب، إن مجلس الجالية لايزال يعرف نوعا من التنافر مع مكونات المجتمع المدني ، والمفروض _ يقول الباحث _ أن يكون المجلس نبضا لمغاربة العالم وجسرا حقيقيا للتواصل بين مغاربة الداخل والخارج ، مشيرا إلى أن المجلس يفتقد لنوع من الحكامة الجيدة في تعامله مع الجالية ، فملفات بالجملة تنتظر الإفراج عنها ، أهمها المشاركة السياسية ، والإنتخابية للجالية ، أيضا غياب إعلام حقيقي يواكب قضايا مغاربة العالم ، مضيفا نفس المتحدث _ لازال المجلس والمؤسسة يحتاجان إلى هيكلة جديدة وإلى تفعيل مقاربة تشاركية حقيقية . من جهته ، أعرب فريد حسني الفاعل السياسي والجمعوي بفرنسا عن رغبته الأكيدة في تجديد أهداف وآليات إشتغال مجلس الجالية ، بعد مرور 15 سنة ، وبعد الخطابات الملكية السامية وبالخصوص الخطاب الأخير بمناسبة ثورة الملك والشعب ، مشيرا إلى أن المجلس كان عليه أن يقوم بالدور الذي تأسس من أجله سنة 2007. وعندما نقلنا السؤال إلى أحد النشطاء المغاربة بإسبانيا نبيل بودراع ، فجاءنا بأن أحالنا على فيديو نشره زوال أمس الأحد على صفحته الفايسبوكية ضمنه قراءته للخطاب الملكي ، وخص جزء كبيرا منه لإنتقاد مجلس الجالية ومؤسسة الحسن الثاني ، ووزارة الجالية ، متمنيا أن يصل هذا الفيديو بين يدي الملك ، مشيرا إلى أن كفاءات أو غير كفاءات الجالية المغربية لايمكنها العودة للمغرب إن لم يوفر هذا الأخير الشروط الكفيلة بضمان حقوقهم أبسطها الراحة ، مضيفا أن بين أفراد الجالية من يبتغي المساهمة في تنمية بلاده بدون مستحقات أو مطالب ، لكن مشاكل بالجملة إعترضت سبيلهم ، جعلتهم يندمون الندم الشديد لاتخاذهم قرار العودة ،_ مضيفا _ أن من يسيروا البلاد أناس متخلفون لا وطنية لهم يدمرون أكثر مما يبنون ، فعبد الله بوصوف ، ومحمد الصبار لم يحدث قط أن قابلوا نشطاء الجالية ، كما أن بوصوف _ يقول نبيل بودراع _ جعل مصالحه الشخصية فوق كل إعتبار ، تخصص في إصدار وطبع كتبه ، كما أن القناصلة لم يفكروا قط في لم شمل الكفاءات التي يتحدث عنها جلالة الملك أثناء تحليدهم لحفلات الأعياد الوطنية ، ويقتصرون فقط على إستدعاء السماسرة أو أجانب لاستثمار اعلاقاتهم معهم . نبيل بودراع وجه تساؤلا لملك البلاد قائلا : واش فراسك ياجلالة الملك بلي الكفاءات لي كتبغي دخل البلاد كايتحاربو ؟ بل هناك من يصفونهم جسديا ، مع غياب العدل بالبلاد ، وما نسمعه بشكل يومي من فضائح القضاة خير دليل ، فكيفاش هاد الناس غادي يغامرو يدخلو البلاد ؟ بودراع شكر الحكومة الإسبانية وملكها لما وفروته للجالية المغربية من الأمور التي لم يجدها ببلاده _ عند قوله _ لكن دخوله للمغرب يشعره بإحساس الغربة الحقيقية ، فكيف للكفاءات ياعاهل المغرب ستدخل البلاد ؟ فكيف له أن يترك الأمان والضمان ، ليلتحق بالمجهول ؟ وعرج للحديث عن جدوى تواجد مجلس للجالية ووزارة للجالية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ، وتمكينهم من مبالغ مالية وميزانيات جد ضخمة دون أي نتائج تذكر يفرح لها أفراد الجالية ؟، متسائلا أين إختفت المخيمات الصيفية بحجمها ودورها في عهد الحسن الثاني ؟ أين باحات الإستراحة بخيماتها التقليدية بالطرق السيارة وعند مدخل الحدود، أين التمر والشاي والحليب ، كل شيئ توارى عن الأنظار مما يبين أن الإهتمام بدوره إختفى ، مشيرا إلى أن جالية المغرب الشرقي ساهمت مساهمة فعالة ثابتة أثناء جائحة كورونا ، إلى جانب أفراد جهات أخرى من البلاد . هذا وطالب بودراع من جلالة الملك في ذات الفيديو المنشور على صفحته ، أن يصدر تعليماته الصارمة للجسم القضائي لتطهيره من العناصر الفاسدة ، وإعادة النظر في إنتشار القناصلة والموظفين الفاسدين الذين يستهترون بمصير الجالية ومشاكلهم ويتروكنهم للضياع ، وساق بودراع هنا مشهد التحرك الملفت للنظر والتجند الذي أبدته الدبلوماسية المغربية من أجل إنجاح سهرة لسعد لمجرد ، وبالتالي إعتبر الدبلوماسيين المغاربة دون المستوى المطلوب بشأن تدبيرهم لشؤون الجالية ، مستشهدا بواقعة تورط دبلوماسيين مغربيين في جريمة الفساد مع العاهرات، وهي محطة من محطات الفساد الكثير المسكوت عنه ، والتي أبلى خلالها أفراد الجالية البلاء الحسن لإيصال رسائل عديدة بعضها عبر الديوان الملكي ، وأخرى يدا بيد ، كما أن وسائل التواصل الإجتماعي _ يقول بودراع_ سهلت عمليات إيصال المبتغى ، محذرا من مغبة وصول فترة ستنقطع فيها روح الوطنية في نفوس بعض الأفراد جراء هذه المعاملات ، والتوجه لدول أخرى غير المغرب ، وسببهم الوجيه ، هو عدم الإكثرات بمشاكلهم ومصالحهم ، وكثرة المصاريف ، وإهمال الإدارات الترابية لأمورهم ومطالبهم ، مذكرا بتعلق مغاربة العالم بملكهم ودعاؤهم لجلالته الدائم بطول العمر والسداد ، ملتمسا بإنقاذ الأمر وتهييئ سبل تعلق الجالية بوطنهم الأم دون نفاق ، مؤكدا أن الخطابات الملكية يتم الإستماع إليها بإمعان ، ومفهومة جيدا لدى المغاربة ، إلا لدى المسؤولين فإنها تذهب أدراج الرياح دون تنفيذ مباشرة بعد إنتهاء حفل الإستماع للخطاب السامي داخل القاعات والردهات بشكل بروطوكولي، وشرب الأعاصير والتهام الحلويات ، مشهد يتكرر في كل مناسبة ، ووجب تفعيل العقاب اللازم في حق كل مسؤول متلاعب وفق ما يقتضيه الدستور المغربي من حيث ربط المسؤولية بالمحاسبة ، وهنا يمكن للكفاءات أن تدخل البلاد عكس مايقع الآن من هجرة الأدمغة والكفاءات من المغرب إلى الخارج .