دخلت العلاقات المغربية الإسبانية مرحلة تمتاز بالجمود والغموض في الآن ذاته, حيث لازالت العلاقات متجمدة دون أي تحركات من الطرفين لاستئناف العلاقات الديبلوماسية المتوقفة منذ أبريل الماضي, وغموض يلف طبيعة هذه العلاقات لدرجة لا يُعرف ما إذا كانت العلاقات جيدة أم سيئة بين الطرفين. وزادت بعض الأحداث التي تحدث في الخفاء من الغموض بشأن العلاقات بين الرباط ومدريد, حيث كشفت الصحافة الإسبانية في الأيام الأخيرة, أن المغرب قرر تجميد الاتفاق مع شركة إسبانية كلفها المغرب بصناعة سفينة حربية بتكلفة تصل إلى 130 مليون أورو, وهو ما اعتبرته ذات الصحافة أن السبب يرجع إلى أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين لازالت جامدة ولم تتحسن. وعلى المستوى العلني, فإن وزير الخارجية الإسباني خوصي مانويل ألباريس قال مرارا أن العلاقات مع المغرب جيدة وتسير بوتيرة تدريجية نحو التحسن, وهو نفس الأمر الذي قاله وزير الفلاحة الإسباني الذي أكد على أن العلاقات مع الجار المغربي جيدة وطبيعية. لكن على الرغم من التصريحات الرسمية التي تؤكد على أن العلاقات بين الطرفين جيدة وأن الأزمة الديبلوماسية انتهت في غشت الماضي مع الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب الذي قال بأن البلدين سيدخلان مرحلة جديدة أفضل من سبيقتها, إلا أن العلاقات لم تراوح مكانها وظلت عالقة في منتصف الطريق لا يُعرف إلى أين ستنتهي. ويُعتبر هذه الجمود الذي تعيشه العلاقات بين البلدين, لم يسبق أن حدث في تاريخهما, وهو ما يطرح العديد من علامات الإستفهام حول متى سينتهي هذا الجمود.