نفّذ موظفو القطاع الخاص بمحافظة صفاقس، وسط تونس، إضرابا عن العمل للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، في حين حذر الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي من أن سياسات الرئيس الحالي قيس سعيد "تجر البلاد إلى الهاوية". ودعا الاتحاد التونسي للشغل بالمحافظة، التي تعد الرئة الاقتصادية للبلاد، موظفي القطاع الخاص إلى إنجاح الإضراب من أجل تحقيق مطالبهم بعد فشل المفاوضات مع ممثلي المؤسسات الخاصة. من جانبه، عبّر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، عن استغرابه من تنفيذ الإضراب الذي يشمل أكثر من 170 مؤسسة اقتصادية. واعتبر الاتحاد، في بيان، الوضع الحالي الذي تمر به البلاد غير مناسب للحديث عن زيادات في الرواتب والامتيازات. كما أن 20 مؤسسة سوّت وضعياتها ولم تشارك في الإضراب وبقيت نحو 150 مؤسسة مشاركة في الإضراب اليوم، مشيرا إلى أن اتحاد الشغل يطالب بما يسميه "استمرارية الدولة" والوفاء بتعهدات الحكومات السابقة والاتفاقيات المبرمة مع الاتحاد بشأن الزيادات. في سياق متصل، حذر الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي من أن سياسات الرئيس قيس سعيد تجر البلاد إلى الهاوية. وقال على صفحته بفيسبوك، إن سعيّد دمر دولة المؤسسات عبر إجراءاته الاستثنائية، والآن يعمل على تدمير الدولة التونسية كدولة، على حد تعبيره. كما دعا المرزوقي الأحزاب والنقابات التونسية إلى تناسي خلافاتها والتوحد لإنقاذ البلاد، وقال إنه لا بد من تحرك شعبي لعزل الرئيس قيس سعيد ومحاكمته. ودعا المرزوقي مؤسسات الدولة التونسية إلى إدراك خطورة فكرة ما تسمى "الديمقراطية القاعدية" التي يروج لها الرئيس قيس سعيد وأنصاره، على حد قوله. ومنذ 25 يوليو/تموز الماضي، تعاني تونس أزمة سياسية حادة بدأت بقرار الرئيس سعيد تعليق عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإقالة رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي. وتبع ذلك قرار سعيد بإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه النيابة العامة على أن يتولى هو السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة عيَّن نجلاء بودن لرئاستها.