تتجه بريطانيا على خطى الولاياتالمتحدةالامريكية إلى الإعتراف بمغريبة الصحراء على ما يبدو. و يأتي ذلك على خلفية الإشارات و الأحداث التي أبانت عن الموقف الذي تتخذه المملكة المتحدة من هذه القضية في الاونة الأخيرة ,حيث قامت قناة "BBC" بتحديث خارطة المغرب على موقعها الإلكتروني الرسمي , شاملة بذلك تراب المملكة المغربية كاملا من شماله بطنجة إلى حدود جنوبه مدينة الكويرة , و يجدر الذكر بأن ال "BBC" تابعة بصفة رسمية للحكومة البريطانية. و قد اعتبر العديد من المتابعين هذه الخطوة تمهيد للإعتراف البريطاني بأن الصحراء مغربية ,و هذا يدل بشكل مباشر على أنها تعلم بذلك أكثر من أي بلد أوروبي آخر, و بأن اتفاق شهر اكتوبر 1904 الذي أتى على أعقابه التقسيم بين البلدين فرنسا و نظيرتها اسبانيا كان مخالفا للقانون الدولي ,و يتضح موقف بريطانيا أيضا من خلال المعاهدة التي وقعتها مع المغرب في شهر مارس من سنة 1895, و التي أقرت من خلالها هذه الأخيرة بأن الصحراء كانت تابعة للمملكة المغربية. و أن التقسيم الفرنسي-الاسباني الذي كان من المفترض أن يدوم ل15 سنة كان سريا في الواقع , و خالف أيضا الوثيقة الختامية لمؤتمر الجزيرة الخضراء لعام 1906 و الذي فرض على الدول المشاركة الإلتزام بالحفاظ على استقلال المغرب و وحدته الترابية التي تشمل الصحراء كذلك . كما يشار إلى أن الدول المشاركة في هذا المؤتمر لم تكن على علم بتفاصيل التقسيم. و على خلفية سياسة الإنفتاح التي اعتمدتها و التي قضت بتنويع شركائها التقليديين من خارج دول الاتحاد الاوروبي, تمكنت المملكة المغربية بعد سنوات من استشعار عدة تغييرات لمستها في استراتيجيتها الدبلوماسية و كانت السبب الرئيس ليفرض المغرب نفسه اقتصاديا و سياسيا بالقارة الافريقية ,و كذلك من اجل تعزيز علاقاتها الاقتصادية و الدبلوماسية مع دول قوية و وازنة كبريطانيا نفسها.