يبدو أن العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب تعيش فترة فتور غامض، عقب التقارب القوي الذي حدث في ديسمبر الماضي، عندما أعلن بلاغ للديوان الملكي عن تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق ما كشفت عنه تقارير إعلامية أجنبية. ونقلت التقارير عن مصدر مغربي مطلع، أن المغرب توقف عن الترويج "للتطبيع"، في قرار غير مٌعلن، مشيرة أن الوزراء المغاربة أوقفوا حديثَهم عن العلاقاتِ مع اسرائيل مؤخرا، وهو ما يؤكد أن أوامرَ جديدةً قد صدرت في هذا الصدد. وأكدت المصادر ذاتها أن التصعيدَ الأخير بين فلسطين وإسرائيل لا علاقة له ببرود العلاقاتِ بين الرباط وتل أبيب، حيث أن المغرب كان قد اتخذ قرارا بالتقيد في العلاقة مع الكيان، قبل ذلك بفترة طويلة. وفي ذات السياق أوردت التقارير أن وزراء ومسؤولين مغاربة كانوا قد تحدثوا في وقت سابق عن زيارات مرتقبة إلى إسرائيل، لكنهم تراجعوا بعد ذلك عن تصريحاتهم، وهو ما يجزم أن الموقف المغربي الرسمي من تطبيع العلاقات يسير حسب سرعة تُحددها المملكة وفق مصالحها. وأشارت المصادر نفسها، أن توقف المغرب عن الترويج للعلاقات بين البلدين يأتي في وقت يتصاعد فيه الخلاف بينهما حول مقر مكتب القائم بأعمال الاتصال الإسرائيلي في الرباط، والذي لم يجد بعد مكتبا يتناسب مع الشروط المغربية والإسرائيلية. وأوردت ذات المصادر أنه خلافاً للدول المنخرطة في اتفاقات التطبيع، لم يسِر التطبيع المغربي مع إسرائيل بنفس الوتيرة، حيث أن المغرب أصر منذ البداية على عودة العلاقات إلى حدود سنة 2000، أي إلى مكتب اتصال، بينما تسعى إسرائيل إلى الارتقاء بها إلى مستوى سفارة.