"العلاقاتُ بين المغرب والولاياتِالمتحدةالأمريكية تتطورُ بإيقاعٍ غيرِ مسبوق" جملةٌ أكدَ عليها أمسِ وزيرُ الشؤون الخارجيةِ والتعاونِ الإفريقي والمغاربةِ المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة بمناسبةِ زيارةِ وفدٍ أمريكي رفيعِ المستوى، مقرَ القنصليةِ الأمريكيةِ العامة المرتقبة بالداخلة. ولأنَّ السياسةَ ترتبطُ دائماً بعالمِ الاقتصاد والاستثمارات، فواقع الحال والتطورات الأخيرة، يشيرانِ أيضاً إلى أنَّ الشراكةَ الاستراتيجية الأمريكية المغربية، على المستوى الاقتصادي والتجاري تعرفُ تطوراً غير مسبوق. وفي مستجداتِ هذهِ الشراكة الثنائية، أعلنَ بوريطة أمسِ عن عزمِ الشركةِ الأمريكية لتمويلِ التنميةِ الدولية، فتح فرع لها بمدينةِالداخلة، تكون منطلقاً لكلِ عملياتِها في القارةِ الإفريقية. بوريطة أشارَ إلى أنّ هذه المبادرة، تشكلُ اعترافاً بالمؤهلاتِ المهمة التي تزخرُ بها الداخلة، مما يؤهلُها لتكونَ نقطة وصلٍ بين شمالِ إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، وقطباً اقتصادياً مهماً، كما أرادَ له الملك محمد السادس في إطارِ النموذجِ التنموي الجديدِ للأقاليم الجنوبية. فما أهمية افتتاح فرعٍ "للشركةِ الأمريكية لتمويلِ التنمية الدولية" بمدينةِ الداخلة المغربية؟ في هذا الإطار يوضحُ الخبيرُ الاقتصادي المهدي فقير في تصريحٍ لموقعِ "قناة كاب 24"، بأن افتتاحَ فرع الشركة الأمريكية لتمويل التنمية الدولية بمدينة الداخلة، يأتي في إطارِ تنزيلِ القرارِ الأمريكي، القاضي بالاعترافِ الكامل بسيادةِ المغرب على صحرائه. من هذا المنطلق، يرى الخبيرُ الاقتصادي بأنَّ الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى إلى تثمينِ هذا الإجراء، عن طريقِ البحثِ عن مصالحِها الاقتصادية بالمغرب. وتابع فقير في تصريحه لموقعنا:" الولاياتُالمتحدةُالأمريكية، تسارعُ الخطى للظفرِ بأكبرِ قدرٍ من المكاسب تثمنُ من خلالها موقفها الجيوستراتيجي. وهو أمرٌ في واقعِ الأمر، في صالح العلاقاتِ المشتركة التي تجمعُ بين البلدين". من جهةٍ أخرى أوضحَ فقير، بأنَّ المشاريعَ الأمريكية المستقبلية في المنطقة، ستهمُ على وجهِ التحديدِ القطاعاتِ الحيوية التي تحتاجها الأقاليم الجنوبية للمملكةِ المغربية. أما بالنسبةِ للمبلغِ الذي خصصتهُ الشركة لحيزِ الاستثماراتِ بالمغرب، أشار فقير في تصريحهِ لموقعنا، "بأنَّ الوكالةَ خصصت مبلغ 5 مليارات دولار. وهو مبلغٌ هام يعكسُ حجم الطموحاتِ المالية الأمريكية بالمدينة، كما يعكسُ أيضا حجم المؤهلات التي تحتضنُها أقاليمنا الجنوبية والتي تهمُ بالأساس تنمية المجالِ الحيوي". واعتبرَ الخبيرُ الاقتصادي بأن المغرب فعلاً يمكنهُ أن يكونَ بوابة للاستثماراتِ الأمريكية في القارةِ الإفريقية. وهيَ مكانةٌ ستمكنهُ من أن يكون أولاً رافعة للطرفِ الأمريكي في القارةِ السمراء ونموذجاً ستسوقهُ الولاياتالمتحدة للعالم. وختمَ الخبيرُ الاقتصادي تصريحهُ لموقعنا، بأنَّ المغرب سيلعبُ هذا الدور بنجاحٍ كبير، بالنظرِ إلى موقعهِ المتميز وسيعكسُ طموحاته الخاصة وكذلكَ الطموح الأمريكي في القارةِ الإفريقية. وبالتالي ستكون هناكَ نتائج جيدة لهذا النوع من المشاريعِ على التنميةِ الاجتماعية والاقتصادية. ويُذكرُ أن حجمَ الاستثمارات التي أعلنت عنها "شركة تمويل التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدةالأمريكية" في المغرب بلغَ ما مجموعه 5 مليارات دولار، وهو المخطط الذي يهدفُ إلى تعزيزِ دور المملكة كقوةٍ اقتصاديةٍ ومنصةٍ لإطلاق الاستثماراتِ بالقارة السمراء. كما لاَ يفوتنا أن نشيرَ أيضاً، إلى إطلاقِ منصة "الداخلة كونيكت.كوم"، أمس، المخصصة للنهوضِ بالاستثمارِ والتسويقِ الترابي، بمقرِ ولاية جهة الداخلة وادي الذهب، بحضورِ مساعدِ كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد شينكر. وتهدفُ هذه المنصة، الممولة من طرفِ حُكومة الولاياتِالمتحدةالأمريكية، من خلال "مكتب شؤون الشرق الأدنى"، عبر فرعهِ "مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية"، إلى إرساءِ جسرٍ بين مقاولاتْ الجهة والمستثمرينَ والزبناء والمُمونين المُحتملين.