منذ جاءت الأخبار من جنوببريطانيا عن ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا المستجد، تصاعدت المخاوف من خطورتها، وتعاقبت الأسئلة على الأذهان حول مدى خطورتها، خاصة عندما بدأت دول العالم في تعليق رحلاتها الجوية من وإلى بريطانيا. وكانت منظمة الصحة العالمية قد رصدت حالات إصابة بالسلالة الجديدة في 3 دول أخرى غير بريطانيا هي هولندا والدنمارك وأستراليا. فيما أعلنت إيطاليا أنها اكتشفت إصابة مسافر عائد من بريطانيا بالسلالة الجديدة من الفيروس. ويرى خبراء أن ظهور سلالات جديدة من أي فيروس هو شيء عادي ومتوقع، وليست هذه المرة الأولى التي يتحور فيها فيروس كورونا منذ اكتشافه في مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي، فقد ظهر نوع متحور من الفيروس في أوروبا في فبراير الماضي وأصبح هو المهيمن على الإصابات في العالم، ثم اكتشف نوع آخر متحور في إسبانيا وانتشر إلى باقي أوروبا، حيث يعود السبب في ذلك إلى عجز الجهاز المناعي الضعيف لدى أحد المصابين بكورونا عن التغلب على الفيروس، وبدلا من ذلك تحول جسم هذا المريض إلى أرض خصبة لتحور الفيروس. ورغم الصخب الإعلامي الذي صاحب الإعلان عن تفاصيل السلالة الجديدة، والعناوين التي أكدت أنها أكثر خطورة، فإن العلماء أكدوا أنه ليس من المعروف حتى الآن ما إن كانت أكثر فتكا من السلالات الأخرى من الفيروس، كما أشاروا في الوقت ذاته إلى أن اللقاحات الواقية من فيروس كورونا التي تم تطويرها وإجازتها في أنحاء العالم فعالة مع السلالة الجديدة على الأقل في الوقت الراهن. يذكر أن الطفرة الأخيرة للفيروس تسببت بإعادة تشديد القيود وفرض إغلاقات في لندن وأجزاء من البلاد التي كانت ترتقب رفع القيود في فترة العطلات، كما أعادت القلق في معظم دول أوروبا والعالم خاصة في ظل تزامنها مع فترة الأعياد.