الحب الذي اسكت وابكى وهدم وبني والحب تلك القوة الخفية التي تسري بين مكونات هذا الكون : البشر والشجر والحجر والمحيطات في علاقتها الداخلية بين بعضها .وفي علاقتها مع السموات والكواكب والمجرات والجروم. الحب ،الذي سالت له اقلام الادباء والروائيين والشعراء ،الرومانسسين والكلاسكيون والجدد . تاه في مهب متغييرات عصر العولمة والديجتيل، ليجد نفسه مجرد "لازمة" يتداولها الكبار والصغار ومن جميع الاعمار …صباح مساء ،..وبكل المواقف والمناسبات حتى اعتباطا ، دون سبر معانيها او الوقوف على صدقها .حيث فقدت عمقها واصبحت كلمة فضفاضة ، روتينية يستسهلون النطق بها دون ادراك ابعادها والتزاماتها ونتائجها .فاضحت عصا موسى عند البعض تفتح له الابواب المغلقة ، وامست عملة صرف عند البعض الاخر يحولها الى راس مال عندما يشاء ، وجواز سفر عند البعض الاخر … ، عذا ذلك ، فقد تعدت كونها اي الحب تعبير عن العلاقة الازلية للرجل بالمراة او العكس ، في قدسيتها وسموها ورقيها وكونها (الحب ) الخيط الرابط بين سائر افراد المجتمع الواحد وبين محيطه ، وطنه ، واشيائه الثمينة. حتى بعلاقته بالقطة الصغيرة في بهو داره ، بالوردة الحمراء في بستانه، والباقة المتنوعة المتلونة في مزهريته والطير على نافذته يغرد تراثيل الصباح والمساء، ينشد حبا وسلاما. واللوحة السريالية على جدارية منزله او احدى الفنادق الخمس وسبع نجوم او المؤسسات ،العارضة .. لتصبح علاقة الحب تلك العلاقة المتعدية ..لعلاقة الاب والام والاولاد والاهل فيما بينهم والجيران الى الاصدقاء ، ل تتمدد لتصل الى الشخصيات العامة : الفنانين والممثلين والرياضيين وحتى شخصيات وهمية مفبركة حازت على الكثير من الحب .."كريندايزر" و "جومارو" وحتى قيادات متميزة لها ثقل وصدى وعرفت كيف ترسخ حبها بين الناس كجيفارا ..وصدام ..وجمال عبد الناصر ..وغادي ومحمد الخامس ..وعمر بن الخطاب ..و مانديلا وعرفات ….اذن الحب اصبح هو تلك العملة الكونية الموحدة للبشر ، العابرة للقارات التي لا تعترف بالحدود والاختلافات اللونية ، القومية ،الدينية ،العرقية واللغوية ..وهي اكثر الطاقات غزارة في هذا الكون الفسيح وهي اكثر ما يحتاجه البشر، النبات والحيوانات وحتى الجماد ..ليكن في احسن حالات الرضا ، البهاء والعطاء . في زمننا تجابه مشاعر الحب اعتى الانحرفات ، من البخل والاسفاف والتهاون الى الجريمة والتعدي والاختطاف والاغتصاب ..وهذا الخلل في منظومة العلاقة بين الأفراد داخل مجتمع ما، ناتج عن تدهور قيم الحب والسلام الى اندثارها ، وقد أذى هذا العامل الى نشر ثقافة الحقد والكراهية والعنف والعنف المضاد .فقد شح الحب الحقيقي ،التقي ،المتسامي على اطماع الشر وتناقص تداوله لتحل محله مشاعر الكره وعقيدة الابتزاز والمساومة على الحب والاحتيال كلها باسمه حتى داخل العلاقات الزوجية ، فطغت المصالح المادية واندثرت الوشائج الطيبة ، المتينة بين اغلب شرائح البشر ، و بات الكل يخشى ان يتم استغلاله باسم المحبة ، فازدادوا حرصا على مقاومته ، حتى بدا بالانقراض لصالح اكتساح الحقد والغل والاستغلال وبتنا نحاول اصلاح ما افسدناه بجهلنا .فتعالت الاصوات لنشر التعايش والتسامح والسلام والانسانية التي ترتكز على دعامة الحب الاساسية والمتضمنة لكل المسميات التي تؤلف بين قلوب البشر على اختلافهم …الحب ذلك الغائب الحاضر .صمام أمان الاستقرار النفسي ودعامة الإنسان السوي و .البطل الخفي المحفز و المحرك الحقيقي لتحالف وتألف المجتمعات وتنميتها بتوحيد قيمها وميولها و أهدافها وجهودها لبناء السلم والامن المجتمعي والاممي . .ماعاد حبك الزائف يعنيني انا في وحدتي كتابي// مملكتي دعني استأنس في مخيلتي بالاهل بالاحبة بذكرياتي في غربتي و المعارف و العلوم و بنات افكاري جليستي/جليسي