لم يتخيل المغاربة حتى في السنوات التي سميت بالرصاص أن ياتي يوم وبمقتضى أي ذريعة أن تكون تهنئة الحكومة المغربية للشعب بمناسبة عيد " الكبير " الأضحى ، وقد سمي كبيرا _ لو يعلم سيادة رئيس الحكومة العثماني " لكبر الحركية فيه ، ولكونه فرصة كبيرة للتسامح وصلة الرحم لدى المغاربة منذ عصور ، وفرصة للتجمع العائلي وذرف دموع اللوعة والإشتياق والتعانق ، بأن يصفعوا ببلاغ وفي ظرف وجيز يقضي بإغلاق أبواب مدن طنجة وتطوان وفاس ومكناس وبرشيد وسطات والدارالبيضاء ومراكش ، بسبب تفشي بؤر جائحة كورونا ، ويزيد سكين الحكومة في ذبح الوطنية ، حيث ًصدر البلاغ حوالي الساعة الخامسة من عشية امس الأحد منبها فيه ان القرار سيصبح ساري المفعول بعد سبع ساعات على الساعة الثانية عشر ليلا ، ليهرع المغاربة عن بكرة أبيهم سيما المعنيين بهذه المدن ،للتسابق نحو الحافلات والقطارات بشكل يذكرنا بحالة اللاجئين بدول التوثر والحروب ، أو أسوء، وبطرد الجزائر للمغاربة قبيل عيد الأضحى ايضا من سنة 1975. لقد شهدت الطرقات كارثة لاتوصف ، كارثة الإزدحام تولدت عنها حوادث جد خطيرة وشوهد مواطن وهو يحترق حتى الموت أمام أنظار المغاربة ، وتحولت فرحة العيد الى مآثر وجنائز وخسائر فادحة ، واصطدامات بالجملة ، كما إختنقت عدة طرقات كما وقع بطريق تيزي نتيشكا ، والطرق المؤدية نحو ورزازات بشكل فظيع ،والطرق السيارة نحو الدارالبيضاء ، فبدأ المغاربة يتظاهرون أمام السدود القضائية ، مما حدا بسلطات هذه المنطقة للإنصياع للأمر الواقع وفتح السدود وترك الإنسياب الطبيعي للناقلات بعد ليلة الجحيم سيحكي تفاصيلها جيل اليوم لابناء الغد عن حكومة تغنت بشعارات جوفاء تهم العيش الكريم للمغربي .
الحكومة ، لم تفكر قيد أنملة في مدى أهمية هذا العيد في ثقافة المغاربة ، رغم أحقيتها في إتخاذ مايلزم لحمايتهم من جائحة كوفيد 19 ،حيث تجاوزت الإصابات العشرين ألف حالة ، واتخذت القرار الإرتجالي دون إحتساب العواقب ، وكانت النقطة السوداء هي غياب المهلة في تنزيل القرار ،وعدم التبصر والحكمة وإستقراء العواقب ، وهذا ما اتسمت به حكومة العثماني طيلة مدة تدبيرها لشؤون البلاد . فبالإضافة إلى حالة التعثر والفوضى والهلع الذي إكتنف الطرقات وأوضاع العائلات ، فقد أصيب عدد آخر بحالات التشنج والاعصاب ، والهستيريا ، ووجدت عصابات الطرقات ظالتهم المنشودة ، وتعرض سيل من المسافرين للنصب عليهم من طرف أشخاص " خطافا " وسلبهم أمتعتهم وأموالهم التي عانوا في تجميعها طيلة العام لشراء الخروف وإدخال الفرحة على عائلاتهم ، وارتفعت أثمنة التنقل إلى أسعار مفزعة ، فاشتعلت وسائل التواصل الإجتماعي بصور تابعها العالم ، وضحك من مواضيعها الموتى ، حافلات منقلبة ، وسيارات محترقة ، واصطدامات عنيفة نتيجة السرعة خوفا من وصول الساعة الثانية عشر التي أصابت بها الحكومة المغاربة ، الذين تلاعب بمشاعرهم العثماني بعد أن صرح مبتسما الاسبوع الماضي ، أن على الجميع السفر ، والإطمئنان وانعاش السياحة الداخلية بكل أريحية ، لينقلب رأسا على عقب ويضرب الجميع في الظهر بقرارات عشوائية أظهرت بشكل لم يعد قابلا للشك أن " العثماني " لن يصلح في تدبيره ولو شؤون المراحيض للأسف ، فقد هدد بقراره هذا السلم الإجتماعي وصنع الفوضى ، بشراكة مع الداخلية والصحة ، فقد صرح أن قرار الإغلاق يشمل ست مدن مغربية ، وعندما صدر البلاغ أعلن عن ثمانية ، وبدا مرتبكا مرتجلا ، وهو يمس آدمية وكرامة المغاربة ، وبهذا يكون سيادة رئيس الحكومة قد دفن بكلتا يديه منظومة التدابير الإحترازية برمتها ، وعمل على إنهيار عهد العدالة والتنمية التي نجحت في تعذيب المغرب والمغاربة لسنين ستمتد تداعياتها قرونا أخرى . فعلى الدولة تحمل مسؤوليتها كاملة غير ناقصة ، والإستعداد للمحاسبة العسيرة ، وعلى نواب الأمة أن يؤدوا رسالتهم بالشكل اللازم في المحاسبة ، ووجب تنزيل مواد الدستور بصرامة كبيرة ، فالمغاربة أدوا الثمن غاليا ، فلابأس أن تذوق الحكومة وبال امرها ، لأنه يتضح ان الأيام القادمة ستكون ساخنة أكثر بكثير من حرارة الصيف ، وان ثورة الملك والشعب قد حانت . عصير كاب