عرف اللقاء التوعوي المنظم من طرف جمعية ايت سيدي علي للمياه والغابات بتنسيق مع المديرية الاقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بخنيفرة نجاحا باهرا وبلغ المراد منه من حيث كثافة الحضور الذي تجاوز 350 شخصا، ولا من حيث طرح مشكلة الفقر المدقع وعدم الاستفادة من موارد المياه والغابة التي تغتني بها المنطقة ولا تستفيد منها الساكنة المجاورة للغابة ولا ذوي الحقوق، وتناول اللقاء موضوع: أي بديل تنموي لساكنة الجبل للحفاظ على الثروات الغابوية، وناقش الموضوع كل من السادة الباحثين المختصين في الميدان: الدكتور مصطفى هاشي بمداخلة تحت عنوان: الثروات الطبيعية ورهان التنمية. المتدخل الثاني الاستاد محمد البوسعيدي بورقة تحت عنوان: مساهمة الساكنة المحلية القروية في الحفاظ على الموارد الطبيعية. اما المداخلة الثالثة فقد تقاسمها كل من السيد المهندس مولاي الكامل رئيس مركز المحافظة وتنمية الموارد الغابوية بمريرت والسيدة سارة بلحمر المكلفة بالتنمية المستدامة والشراكة بمركز مريرت والسيد زازول حسن رئيس مركز ويوان بورقة تحت عنوان: القانون المنظم للمقاصة. وقد اجمع المتدخلون سواء السادة المؤطرين او المتدخلين على ان المقاربة والتشاور حول النموذج التنموي الجديد لتعزيز مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية أصبح ضرورة ملحة وركيزة اساسية لحل العديد من المعضلات الاجتماعية والاقتصادية وارساء عدالة مجالية يمكنها من استدامة النموذج المحلي في الاصلاح والاستقرار واستثمار امكانيات كل جهة او اقليم واحداث توزيع عادل للثروات والتخفيف من ثقل تمركز استغلال الثروات في جهة معينة دون غيرها. كما اجمع المتدخلون على غياب التنمية المحلية رغم الاستغلال المفرط لغابات المجال الترابي لجماعة ام الربيع، واستفاد منها لوبيات مالية ومنتخبون لمصالحهم الخاصة على حساب الجماعة التي حُرمت من ابسط الحقوق كالكهرباء والطرقات والمسالك ونقط الماء وانعدام البنيات والخدمات الأساسية. اللقاء أفرز مجموعة من الاقتراحات كبدائل منها على الخصوص: مطلب تخفيض فواتير الكهرباء لساكنة الجبل، العمل على منح تسهيلات بقصد الاستفادة من الطاقة الشمسية، خلق فضاءات مجهزة وملائمة لعرض المنتوج المحلي للسائح، وتجنب ظاهرة استغلال الأطفال في التسول على حافة الطرقات… العمل على خلق شراكات لتثمين نقط الماء وجعلها في متناول الساكنة، والكسابة. ورغم احتجاجات بعض المعارضين لهذا اللقاء فقد عمل المسؤول الأول بمصلحة المياه والغابات بمريرت على احتواء الوضع حيث أقنعهم بأن الدعوة عامة، وأن المشاركة في اللقاء مناسبة لإبداء مطالبهم والاستماع إلى مشاكلهم ومحاولة حلها بشكل تشاركي… وكان لمؤاخذات الفلاحين والكسابة حصة الأسد من المناقشات. ورغم هذا النجاح الباهر إلا أن نهايته كانت درامية حيث أنه بعد انتهاء اللقاء مباشرة، وبينما أخذ الناس يذرون الموقع، سقطت سيدة انتابتها فجأة أزمة وضيق في التنفس ولما تم نقلها على عجل إلى مريرت حوالي 40 كلم، لقيت ربها في الطريق.. ونشير إلى أن المنطقة لا تتوفر على سيارة إسعاف، ولا مستوصف دواء، ولا طاقم إسعاف، الأمر الذي يجدد السؤال الذي ناقشه اللقاء التواصلي هذا: أي بديل تنموي لساكنة الجبل؟؟.