أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات التشريعية الاسبانية وسط تجاذبات سياسية حادة بين مختلف الأحزاب من أجل استقطاب أصوات الناخبين ،في جو سياسي مشحون بالأزمات خاصة أحداث كتالونيا وماتلاه من ارتدادت سياسية جراء الحكم القضائي على قادة الانفصال الكتالوني بالسجن مابين 9 و13 سنة وحدث نقل رفات الجنرال فرانكو من وادي الشهداء إلى قبر صغير بضواحي مدريد، والتي إستغلته الحركات اليمينية والاحزاب المتطرفة في الترويج لخطاباتها وتجميل حقبة فرانكو خاصة حزب Vox الذي يتزعمه سانتياغو أبسكال الذي لايخفي توجهه ومنحاه السياسي المتطرف في معاداة المهاجرين والإسلام، وسط كل هذه الأحداث تتجه إسبانيا نحو انتخابات تشريعية مبكرة هي الرابعة خلال أربع سنوات بسبب فشل رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز في تشكيل حكومة ائتلافية بالرغم من حصول حزبه PSOE على أغلبية المقاعد في انتخابات أبريل الفارطة إلا أنه لم يحصل على الأغلبية المريحة والمطلقة لتشكيل الحكومة وهذا راجع إلى القانون الانتخابي الذي يقص أجنحة الأحزاب وتبقى رهينة بالاتفاق مع الأحزاب الأخرى والتي أحيانا تخضع لمنطق وتعصب أيديولوجي تجعلهم يساومون على الحقائب الوزارية بالرغم من أنه أحيانا هناك أحزاب قريبة إيديولوجيا من الحزب الاشتراكي كحزب podemos من اقصى اليسار إلى أنه فشل في الاتفاق مع شانشيز في تشكيل الحكومة مع بعض الأحزاب القومية الصغيرة بإقليم كاتالونيا والباسك للخروج من الأزمة السياسية التي تعرفها الجزيرة الإيبرية. ووفقا لنتائج الاستطلاع الأخيرة والمسح الذي قامت به مؤسسة db40 المتخصصة في البحوث والدراسات والبيانات الاستقصائية، فاءن نتائج المسح الذي قامت به ونشر على موقعها الإلكتروني وفي عدد من الصحف ووسائل الإعلام الإسبانية أن الأزمة السياسية التي تعرفها إسبانيا لن تحل ولن تتغير تركيبة نتائج الانتخابات بل سيتكرر نفس السيناريو بحصول الحزب الاشتراكي PSOE على 121 مقعدًا أي أقل بمرتين عن انتخابات أبريل ولن يشكل مجموع نوابها مع نواب Podemos ، الذين سيهبطون من 42 إلى 31 مقعدًا ، ونائبو تحالف Más País خمسة مقاعد و الذين تم إصدارهم حديثًا أغلبية كافية لتشكيل الحكومة و يشير الاستطلاع إلى أن الكتلة الموجودة على اليمين تنمو وتظل أربعة مقاعد فقط من المقعد الموجود على اليسار. في هذا المجال و سيتم تعويض حزب Ciudadanos و الذي يتراوح من 57 إلى 14 نائبا عن طريق استرداد الحزب الشعبي PP من 66 إلى 91 ، وارتفاع مؤشر حزب أقصى اليمين Vox والذي سيصل إلى 46 نائبا وسيصل إلى المركز الثالث. وتستند الأحزاب الخمسة إلى تشتت الأصوات في الانتخابات يوم الأحد المقبل وإلى الخريطة السياسية ووفقا للاستطلاع ، ستفوز PSOE بالانتخابات ، التي تنحسر قليلا مقارنة بالانتخابات الأخيرة في أبريل وسيحصل على 27.3 ٪ من الأصوات و 121 مقعدا وسوف يكرر PP أيضًا المركز الثاني ، لكنه تعزز ب 21.2٪ و 91 مقعدًا ، مقارنة ب 66 مقعدًا الحالي ويأتي التحول الكبير التالي من خلال زيادة Vox من مقاعدها البالغ عددها 24 مقعدًا وتصبح القوة السياسية الثالثة بحصولها على 13.7 ٪ من الأصوات و 46 نائباً بسبب انهيار حزب مواطنون Ciudadanos. بالإضافة إلى ذلك فاءن حزب CUP الكتالوني الراديكالي الذي يوجد لأول مرة في الانتخابات التشريعية ويتطلع مع العديد من الاحتمالات للحصول على تمثيل في البرلمان – مقعدين ، وفقًا للمسح ، والتي من شأنها تحقيق خمسة مقاعد أخرى حيث يستند المسح إلى عينة من 2،002 في مقابلة أجريت في الفترة بين 23 و 29 أكتوبر ، بعد الإعلان عن الاحكام القضائية الأخيرة على قادة الانفصال الكتالوني والتي بسببها اندلعت مظاهرات ضخمة في إقليم كاتالونيا. في حالة حدوث هذه النتائج ، فإن حالة الاحتقان والانسداد السياسي الذي اتسم به البرلمان الأسباني في السنوات الأخيرة سيستمر بعد العاشر من نوفمبر يوم الانتخابات العامة في إسبانيا، حيث لن تصل أي من الكتل إلى 176 نائباً يمثلون الأغلبية المطلقة. ولا يزال مجموع حزب PSOE و Podemos و Más País ، في 157 مقعدًا ، أي أقل بثمانية من الأغلبية الحالية بين الاشتراكيين وحزب بابلو اغلسياس وستبقى الكتلة على اليمين و التي شكلتها PP و Cs و Vox ، وأيضًا بواسطة إئتلاف Navarra Suma التي ستحقق نائبين ، في 153 مقعدًا ، أقرب بكثير مما كانت عليه في أبريل عندما أضافوا 149 مقعدًا. ووفقًا لهذا التوقع والمسح الاستطلاعي لن تحتاج PSOE إلى التحالف مع podemos أو Más País فحسب ، بل تحتاج إلى دعم آوتحالف آخر للنجاح في التصويت الانتخابي القادم . و مع هذه الصورة البانورامية للكتل الإيديولوجية في إسبانيا يبقى الترقب سيد الموقف يوم الأحد القادم.