من منا لا يعرف أن مدينة النخيل مراكش قد تم اختيارها من بين المدن أكثر استقطابا للسياح وأفضلها؟ فالوافدين عليها من رؤساء دول العالم وعدة مسؤولين دولين ووطنين يعشقونها لتميزها بالطبيعة الخلابة ومناخها الصحي المعتدل وهوائها النقي، حيت يزورها اكتر من 310000 سائح اجنبي و4000000 سائح وطني سنويا. والسياحة هي المصدر الأول إقتصاديا لها لما تعرفه من جلب للعملة الصعبة، ويستفيد منها اكتر من 100000 أسرة، فهي سبب ثراء بعض الفقراء بمراكش وأصحاب الاراضي المزروعة نخيلا .
وتتوفر المدينة الحمراء، على أكثر من 3800 فندق جاهز لإستقبال السياح، وحوالي 411 منازل للضيافة (maison d hôtes) ومنازل فاخرة (الرياض) وفيلات وقصور للكراء، ومحلات للتحف المغربية العريقة ومتاجر (البزارات) ناهيك عن الحدائق الغناء والنخلات الباسقات تزيد المدينة رونقا وعشقا، وتبدو وكأنها لوحة زيتية كبيرة الحجم. مدينة النخيل رغم أنها تعرف ازدهارا وإنتعاشا سياحيا مستمرا، غير أن مصدر دخل هده المدينة، أضحى مهددا جراء العديد من الأسباب فما هي ياترى ؟ إنهم المسؤولون بدرجات متفاوتة، منها الجهات الوصية على قطاع السياحة، المجالس الجماعية، ولاية جهة مراكشآسفي، عمالة مراكش، فماهو دور القسم الإقتصادي والإجتماعي؟ ودور المراكز الإجتماعية المتفرقة؟ فعدد من المتسولين والمتشردين متوزعين للأسف بين المناطق السياحية بالضبط أمام أنظار السلطات، والتسول بالرضع بعد الفصام ظاهرة أضحت أمرا منتشرا بشكل رهيب ومبكي ومحزن جدا، فقد تجد السياح الاجانب يأخذون لقطات طبيعية ومعها مظاهر إجتماعية مسيئة للمدينة برمتها بل للوطن أجمع، إنتقدها كل من صادفته سواء مغاربة أو أجانب، لدرجة أن بعضهم أقسم على عدم العودة إلى مراكش بعدما أدمعت عيون بعضهم لما رأوه من معاناة الأطفال، وآخرون لما تعرضوا له من مضايقات وبعض الحالات للإعتداءات. هنا ، دقت جمعيات مدنية ناقوس الخطر تلفت من خلاله أنظار السلطات إلى الحالة المزرية التي نخرت فضاء السياحة بمدينة مراكش القبلة الدولية بامتياز، وبالتالي لاتكفي الإحصائيات الرسمية لأعداد الوافدين من السياح ولا عدد الليالي والأسرة المستغلة للمبيت في الفنادق المصنفة للتبجح أمام وضع إجتماعي مهترئ يعج بمظاهر غير مقبولة بتاتا تسيئ للمجهودات التي تبذلها السلطات مادامت لم تستأصل بعد ..