دخل أثرى أثرياء العرب، الأمير السعودي الوليد بن طلال في منافسة ساخنة مع إمارة دبي، حيث بدأ التحرك عملياً لتشييد ‘برج المملكة' في مدينة جدة الساحلية، ليكون ناطحة السحاب الأعلى في الكون، والبناء الأعلى الذي يشيده الانسان، ويتفوق بذلك على ‘برج خليفة' في دبي الذي لا يزال الأطول في العالم حتى الان. ويتوقع أن تشهد السعودية طفرة عقارية وإنشائية جديدة خلال الفترة المقبلة بفضل المشروع العملاق الذي تحول الى حديث السعوديين مؤخراً، فيما تتسابق الشركات الكبرى والصغرى التي يسيل لعابها على مليارات الأمير السعودي من أجل الحصول على عقود للمشاركة في أعمال البناء في البرج الذي سيكون واحداً من أضخم المشاريع في تاريخ المملكة. ومن المفترض أن يكون ‘برج المملكة' في جدة هو الأطول في العالم عند الانتهاء من تشييده، حيث سيكون ارتفاعه 3280 قدماً، أي نحو كيلو متر واحد عن الأرض، ما يعني أنه سيكون أطول من ‘برج خليفة' في دبي بنحو 568 قدماً، وهو البرج الذي يمثل البناء الأعلى في العالم حتى هذه اللحظة. وقالت وكالة (abc) الأمريكية للأخبار، إن مشروع ناطحة السحاب العملاقة ينذر بطفرة جديدة في قطاعي العقارات والانشاءات بالسعودية، مشيرة الى أن ناطحة السحاب العملاقة ستتضمن 200 طابق وسوف يتطلب بناؤها 5.7 مليون قدم مربعة من الكونكريت، اضافة الى 80 ألف طن من الحديد، وبتكلفة إجمالية ستصل الى 1.23 مليار دولار أمريكي. وتقول الوكالة إن المشروع سيرفع الطلب على مواد البناء في المملكة، ويتسبب بانتعاش كبير في قطاع الانشاءات، في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات للبدء في أعمال البناء خلال الأيام القليلة المقبلة. ويترقب الكثير من العاملين في القطاع العقاري وقطاع الانشاءات في السعودية انعكاسات البدء في أعمال البناء بالمشروع العملاق في جدة، حيث توقع خبير عقاري تحدث ل'القدس العربي' أن ينعكس المشروع ايجاباً على منطقة الخليج برمتها، مشيراً الى أن ‘الشركات التي ستشارك في عمليات التشييد وستحصل على العقود ستكون من مختلف دول الخليج، ومختلف أنحاء العالم'. ويقول الخبير إن التجربة التي مرت بها دبي بتشييد ‘برج خليفة' كانت واضحة، حيث انعكس المشروع′على المنطقة بأكملها، وحصلت عشرات الشركات على عقود رئيسية وعقود فرعية في أعمال التشييد والانشاءات والصيانة وتوريد المواد اللازمة لأعمال البناء. وتسود التوقعات أيضاً أن ينعكس النشاط العقاري القوي في السعودية خلال الفترة المقبلة على أسهم شركات الانشاءات والعقارات في سوق المال والتي بدأت أصلاً بالارتفاع منذ شهور مدفوعة بعدد كبير من مشاريع الاسكان الحكومية التي أشاعت التفاؤل في السوق. وتمثل شركات الانشاءات والعقارات في المملكة قطاعاً مهماً بالنسبة للاقتصاد السعودي الذي يعتبر الأكبر في العالم العربي والمنطقة.