التقط أطباء سوريون متخصصون في مستشفى باب الهوى الحدودي بريف إدلب صوراً لطفلة تدعى جود في شهرها الرابع، وأظهرت ما قالوا إنها تشوهات أصابت الطفلة نتيجة استنشاق والدتها للغازات السامة والناتجة عن استخدام قوات الأسد لأسلحة كيمياوية في مدينة حمص أوائل شهر يوليو الماضي. ويقول الطبيب، الذي أشرف على حالة الطفلة: تعرضت والدة الطفلة لحادثة ضربة كيمياوية استهدفت مدينة حمص، وكانت حينها حاملا في شهرها الثاني، وبقي الحمل مستمراً وولدت الأم طفلة بتشوهات تمثلت ببتر خلقي أسفل الساق اليسرى، وأصابع على شكل براعم والتصاقات في اليد اليمنى، بالإضافة لغياب سلاميات في اليد ذاتها، وقد حصل ذلك نتيجة فقد الأم للسائل الذي يحفظ الجنين، عقب استنشاقها لغازات سامة. وتم تأسيس مكتب "توثيق الملف الكيمياوي في سوريا"، في أكتوبر 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيمياوية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك. وعمل المكتب، الذي يتخذ من بروكسل مقراً له، على متابعة عملية نقل المخزون الكيمياوي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة. وأعلن المكتب، الجمعة الماضية، عن ولادة أول طفلة مصابة بتشوهات خلقية نتيجة استخدام قوات النظام للأسلحة الكيمياوية بريف دمشق في أغسطس الماضي. وقال نضال شيخاني، مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب، والذي يضم عسكريين منشقين عن جيش النظام ويصف نفسه بأنه "مستقل"، إن طفلة من مدينة دوما ولدت منذ يومين مشوهة بعيوب خلقية من الدرجة الأولى؛ بسبب تعرض والدتها للأسلحة الكيمياوية، بحسب وكالة الأناضول. وأشار إلى أن الطفلة اسمها فاطمة عبد الغفار، ولديها تشوهات هائلة في منطقة الوجه والرأس. ولم يبين المسؤول ما إذا كانت الطفلة توفيت فور ولادتها أم أنها لاتزال على قيد الحياة. وأدى استخدام السلاح الكيمياوي في منطقة الغوطة التي تسيطر عليها قوات المعارضة بريف دمشق إلى سقوط أكثر من 1400 قتيل وإصابة 10 آلاف آخرين بحالات اختناق، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب إحصائيات المعارضة السورية، التي تتهم نظام الأسد باستخدام ذلك السلاح.