لم يخطر على بال الشابة الامريكية ما ستثيره تغريدة أطلقتها على تويتر من عواقب.حيث تسبب تعليق عنصري أعتبرته "مزحة" بموجة من الإستهجان العالمي ضدها .الأمريكية "جاستين ساكو" مديرة اتصالات في شركة عملاقة أطلقت التغريدة العنصرية الجمعة الماضي من مطار لندن حين كانت متوجهة الى افريقيا لقضاء إجازة. "ساكو" التي للمفارقة ولدت بجنوب إفريقيا ،كتبت بتغريدتها " أسافر إلى أفريقيا، أرجو ألا أصاب بمرض الإيدز هناك. لا أنا أمزح، فأنا بيضاء البشرة..". الإستهجان الشديد لهذه التغريدة يعود إلى الوظيفة التي تشغلها الشابة حيث تعمل كمديرة لقسم الإتصال.وكذلك تناولها في موضوعا في غاية الحساسية حيث تعتبر جنوب إفرقيا الدولة التي تسجل بحسب منظمات الصحة العالمية أكبر نسبة للإصابة بمرض الإيدز في العالم و هذه التغريدة العنصرية أيضا تجاه السود باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض القاتل في العالم.
ساكو قامت بحذف التغريدة عند هبوط طائرتها، ولكنها لم تكن لتتوقع أن تأخذ القضية أبعادا خطيرة بهذا الشكل، حيث أنتشر هاشتاغ "هل حطت طائرة جاستين ساكو" وهاشتاغات أخرى تحمل اسمها على تويتر، كما ظهرت صفحات منددة بها على فايسبوك، بالإضافة إلى رسوم ساخرة "كيف تفقد وظيفتك في 24 ساعة". 17 ساعة استغرقتها مدة الرحلة التي كانت "ساكو"على متنها كانت كافية لتدفع شركة "أنتركتيف كورب" العملاقة المالكة لعدد من المواقع الاجتماعية المعروفة والتي توظف ساكو، إلى طردها من العمل حتى قبل تتصل بها لمعرفة تفاصيل الحادثة، حيث اعتبرت الشركة التغريدة "فضيحة "و "تغريدة جارحة" لا تمثل في أي حال من الأحوال مبادئ الشركة التي تعمل بها. فبالرغم من أن "ساكو" لا تملك على حسابها على تويتر أكثر من 200 شخص من المتابعين، لكن عددا من التقنيات البسيطة سمحت بهذه التغريدة بالإنتشار الكبير حتى بعد أن ألغت حسابها.هذه الضجة التي أثارتها تغريدة "جاستين ساكو"فتحت الباب أمام نقاش كبير حول مواقع التواصل الإجتماعي وأهميتها.فمهما كان عدد متابعينك على تويتر أو فيس بوك قليل ومحدود،فإن ما تنشره سيعبر الحدود ليخاطب العالم أجمع ولا يمكنك الرجوع عنه و سيكون عليك تحمل نتائجه.وبالتأكيد سيكون على الشخص أن يفكر مرتين قبل أن يصرح للعالم عما يدور في ذهنه.