شكلت زيارة رئيس مجلس الوزراء الليبي، علي زيدان محمد، إلى المغرب ؛ و اليوم الوطني المرأة؛ وموضوع التعليم، أبرز ما استأثر باهتمام افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم الأربعاء. فبخصوص زيارة رئيس مجلس الوزراء الليبي للمغرب كتبت يومية (بيان اليوم) أن هذه الزيارة، الثانية لمسؤول ليبي كبير، دليل على تغير واضح لدى المسؤولين الليبيين الجدد بخصوص أهمية التعاون مع المملكة. وأضافت اليومية في افتتاحية بعنوان "التعاون مع ليبيا الجديدة" أن القيادة الليبية الجديدة تتطلع اليوم للاستفادة من تراكمات التجربة الديمقراطية والتنموية المغربية، بغاية إرساء أسس الدولة وتأهيل المؤسسات وإعادة الحياة للدينامية الاقتصادية وتأمين الاستقرار والأمن في المجتمع، وهذا ما جسدته لقاءات علي زيدان في بلادنا ومباحثاته المتعددة. واعتبر كاتب الافتتاحية أن التعاطي الايجابي للقيادة الليبية الحالية مع المملكة وتطلعها إلى الاستفادة من خبراتها، يفرضان اليوم على السلطات والفاعلين الاقتصاديين عندنا الاهتمام بهذه السوق التي تبقى واعدة برغم صعوبات المرحلة الانتقالية وإكراهاتها. ويضيف في هذا الصدد أن توقعات المراقبين تفيد بأن زيارة الوزير الأول الليبي للمغرب ستشكل فرصة لتقوية التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والاستراتيجي بين الرباط وطرابلس، وتحفيز الفاعلين الاقتصاديين في البلدين على بلورة وإنجاح شراكات ثنائية ومتعددة ومربحة للطرفين. وفي السياق ذاته، أوضحت يومية (التجديد) أن أجندة زيارة رئيس الحكومة الليبية للمغرب كشفت أن العلاقات بين البلدين ستعرف في الآماد القريبة والمتوسطة انعطافة نوعية وأن الأمر لن يتوقف عند حدود العلاقات التجارية وملف الاستثمار وفتح المجال واتساعها للعمالة المغربية، وإنما من الممكن أن يأخذ أبعادا أخرى لا تقل أهمية عن هذه المجالات. واعتبرت الجريدة في افتتاحيتها أن الاوضاع الأمنية المعقدة في ليبيا وتعثر بناء مسار بناء المؤسسات بها صار يستدعي من المغرب أن يلتفت إلى أهمية بذل الجهود والمساعي من أجل أن يقدم دعمه الكامل لليبيا حتى تتمكن من بناء هياكل دولة قوية بمؤسسات قوية قادرة على مواجهة كافة التحديات. وتابع كاتب الافتتاحية بأن هذا لا يعني أن الأولوية بالنسبة للمغرب ينبغي أن ترتكز على خيار المساعدة والدعم على حساب الخيارات الاخرى، وإنما يعني بدرجة أولى الذهاب بالعلاقات المغربية الليبية إلى أبعد مدى وبالتحديد المدى الاستراتيجي الذي يجعل من المغرب داعما حقيقا للاستقرار في هذا البلد ومساعدا في بناء هياكل الدولة هناك وفاعلا أساسيا في عملية توسيع وتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.