اغتيل يوم الأربعاء المنصرم المناضل اليساري التونسي شكري بلعيد,بعد أن أطلق عليه مسلحان أربع رصاصات أمام منزله بالعاصمة تونس,ساعات بعد اتهامه لحزب النهضة,في مداخلة تلفزيونية له على قناة نسمة,بالتشريع للإغتيال السياسي. ويعتبر شكري بلعيد سياسيا ومحاميا تونسيا,وأحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية وعضو مجلس الأمناء فيها,وعرف عنه اتباعه للتيار الماركسي-اللينيني,كما كان من أشد منتقدي أداء حكومة الإئتلاف الحالية بتونس. وأجمعت الصحف التونسية على وصف جريمة إغتيال شكري بلعيد ب''المنعطف الخطير'' في الحياة السياسية التونسية والتداعيات الخطيرة على الأمن والإستقرار,في الوقت الذي شهدت فيه معظم المدن التونسية احتجاجات ومظاهرات عارمة استنكرت إغتيال شكري. وارتفعت أصوات منددة بالجريمة في العالم بأسره,حيث قالت هيئة الأممالمتحدة في بيان لها أن عملية الإغتيال سابقة خطيرة في تاريخ تونس,أما وزير الخارجية الألماني أنه غمره شعور بالحزن والإشمئزاز عقب سماعه بنبأ مقتل شكري بلعيد. أما على المستوى المغربي فقد أدانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في بلاغ بها إغتيال بلعيد ووصفته ب''العمل الإرهابي الخطير و غير المسبوق في تاريخ تونس الثورة'',مجددة رفضها'' للعنف والإغتيال السياسي أيا كان مصدره'' من جهته أقام شبيبات تجمع اليسار المغربي الديمقراطي والمكون من أربع أحزاب هي حزب الطليعة التقدمي الإشتراكي,حزب النهج الديمقراطي,حزب المؤتمر الإتحادي والحزب الإشتراكي الموحد,إضافة إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان , والجمعية المغربية لتربية الشبيبة,نظموا وقفة احتجاجية بمحيط السفارة التونسية بالرباط أمس الجمعة,نددوا فيها بإغتيال ''الرفيق والمناضل اليساري شكري بلعيد''. وقال المختار النحال عضو الكتابة الوطنية بحزب الطليعة في تصريح ل''بوزيبيرس'' أن الوقفة نظمت من أجل إدانة الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها المناضل بلعيد,مضيفا''بأن الجريمة تأتي في سياق منعطف تاريخي مهم ,هو الهجمة الشرسة التي يشهدها اليسار في العالم العربي من طرف التيارات الأصولية المدعومة من طرف الصهيونية وأمريكا.والتي تحارب أي تغيير في العالم العربي من أجل إطالة إستغلال موارده وخيراته.'' وقالت خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ''لقد خرجنا كجمعية حقوقية للتنديد بهذه الجريمة السياسية، وللتضامن مع كل الديمقراطيين ومع الشعب التونسي، في المطالبة بالضغط على السلطات التونسية من أجل فتح تحقيق محايد ونزيه، للكشف عن الضالعين في اغتيال شكري بلعيد ومعاقبتهم''. و في حوار لها مع أحد القنوات الفضائية قالت أرملة الشهيد بسمة الخلفاوي إن لديها ما سمتها بالدلائل التي تدين حركة النهضة وزعيمها حيث طالب بعض أئمة المساجد- وهم من أعضاء الحركة- بدم بلعيد. و تزامنا مع الحدث أعلن حمادي الجبالي مساء الأربعاء في خطاب بثه التلفزيون الرسمي,أنه قرر تشكيل حكومة تضم مجموعة من الكفاءات الوطنية بعيدا عن الأحزاب السياسية,مجددا استنكاره لعملية الإغتيال التي راح ضحيتها المعارض السياسي التونسي شكري بلعيد.