يعد برنامج خواطر من أنجح البرامج التي تقدم خلال شهر رمضان ، لذلك لا عجب إن تناولته الصحف العربية والأجنبية بالدراسة والتحليل والمتابعة . وفي هذا السياق قالت صحيفة "القبس" الكويتية إن سر نجاح برنامج أحمد الشقيري "خواطر" للسنة التاسعة على التوالي هو الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة فيه، وتقديمه بشكل إخراجي جيد يعتمد على التقطيع السريع، بالاضافة طبعا إلى جودة الموضوعات المختارة ولباقة أحمد الشقيري وحيويته الطاغية في البرنامج. في بداياته نظر البعض الى هذا البرنامج على انه برنامج ديني، ثم وصفوه بأنه ثقافي، ثم توعوي أو توجيهي.. والحقيقة أنه نجح لأنه كل هذا في قالب واحد لم ينس الجانب الفني أيضا. يقدم الشقيري هذا البرنامج قبيل الفطور كمادة تلفزيونية لا أشهى ولا أفضل منها، بتناول متميز ذكي مدروس جيداً وقادر على اختراق ذائقة وعقل المشاهد فهو يهتم بالفكر والوعي والحكمة والعقل والموعظة ولا سيما في مجال التوعية والتنمية وثقافة المجتمع في التنظيم الحكومي والتطويرالعقلي والخدمات الإنسانية المميزة في مجال العلوم والصناعات وغيرها، لقد أدهشتنا خواطر الشقيري وما يحمله هذا البرنامج من مقارنات بين أحوال الدول العربية والإسلامية والبلدان الرائدة التي سبقتنا في التطور. يتفق كل المشاهدين من كل الجنسيات والأعمار على جدوى وأهمية وفائدة ونفع هذا البرنامج التوعوي المؤثر الناجح، إلا أن المفارقة التي تفرض نفسها هنا هي: لماذا نحن في الدول العربية نغرق كل يوم أكثر في متاهات التخلف ونتراجع دائماً إلى الصفوف الخلفية بين الأمم، أليس غريباً أن يكون هذا هو حالنا ونحن أبناء وحملة راية "النظافة من الإيمان" على سبيل المثال. لقد ذهب الشقيري إلى بلدان بعيدة ليعرض لنا مهاراتها واهتمام مواطنيها بالنظام والنظافة بينما تنتهك في البلاد العربية كل أهمية للزمن وكأننا نعيش خارج التاريخ. يعرض الشقيري في برنامجه الهادف ما يؤكد أن العمل ليس عيباً مهما كان نوعه طالما أنه عمل شريف، وفي حلقة أخرى يخبرنا أن صاحب التاكسي يفخر به أبناؤه لأنه يحمل شهادة وثقافة واسعة ومعلومات مذهلة عن البلد الذي يعمل فيه بينما نحن نخجل من هذه المهنة. كما يذهب إلى الدول المصدرة للأبقار ليكتشف أنها منعت تصديرها إلى إحدى الدول العربية بحجة تعاملها السيئ مع الحيوان!. ويعرض لنا مقاطع فيديو تثير الاشمئزاز لطريقة ذبح الحيوانات في إحدى الدول العربية.