في الوقت التي تبارك فيه الصحف العربية ما يجري في مصر من مجازر وانتهاكات لحقوق الانسان على يد الانقلابيين ، تخرج الصحف الغربية لتناصر الحق ولتؤكد مرة أخرى أن ما يجري في مصر عكس ما تروج له صحفنا العربية ووكالاتنا الرسمية من أنباء مخزية. . آخر تلك الخرجات المنصفة جاءت صحيفة الجارديان البريطانية التي كتبت تحت عنوان "مصر..حان وقت التراجع" أن الطريق المسدود الذي فُرض على مصر جراء تدخل الجيش في السياسة أصبحت خطورته تتصاعد يوميا. وأكدت الصحيفة أن " كل مرة تقوم فيها القوات الأمنية بفتح النيران، تضحى مهمتها نحو إعادة النظام، واستعادة السلام الاجتماعي أقل مصداقية، لا يمكن أن تتقدم نحو الشرعية عبر جثث الشهداء". وأردفت الصحيفة: " حتى لو تبين أن هنالك نوع من المبالغة في تقدير خسائر العنف في نهاية الأسبوع، أو أن معظمهم لم يكن نتيجة إطلاق نار مستهدف، فإن الضحايا سوف ينظر إليهم، وهم بالفعل ينظر إليهم، باعتبارهم شهداء.. تلوح في الأفق في مصر عملية مألوفة ومميتة، بحيث تتفتق خلالها الاحتجاجات عن شهداء، الذين سيكونون حافزا لاحتجاجات ، وهكذا دواليك، في تصعيد لا نهاية له"، ونوهت إلى حتمية إيقاف ذلك. وتابعت الصحيفة بالقول : " عندما دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للحوار في مصر السبت الماضي، تجنب في صيغته العامة الحقيقة القاسية بأن على الجيش أن يتراجع، لبدء حوار هادف، كما يتعين على الإخوان المسلمين إعادة التفكير في وضعهم إذا كانت هنالك ثمة فرصة لعودة الأمور إلى طبيعتها في مصر، لكنه الجيش الذي يجب أن يأخذ الخطوات الأولى، فمنذ أن نظم الفريق أول عبد الفتاح السيسي الانقلاب الذي أقصى الرئيس محمد مرسي عن السلطة، بات واضحا، دون أن يقولها، أنه يرغب في قولبة الإخوان في دور العدو، أو على الأقل، تصويرهم كقوة سياسية معزولة لوقت غير محدد". وأوضحت الصحيفة البريطانية خلال افتتاحيتها: أن " الخطاب الذي دعا فيه السيسي الشعب المصري، بالخروج الجمعة الماضي بالآلاف، لمنحه تفويضا ضد العنف والإرهاب، يمكن أن يقرأ بالتأكيد كمحاولة لإسباغ بعض المسميات على الإخوان المسلمين، وإذا لم يكن يقصد ذلك الانطباع، فإنه لم يوضح بالتأكيد أنه لم يكن يتهم الحركة بتلك الخطايا، كما أنه لم يسترسل في تأكيده بأن أسلحة وسترات عسكرية تم تهريبها، ولم يوضح من فعل ذلك ومتى ولماذا". وشددت على أن ما يجب أن يعمق تلك المخاوف هي محاولات تجريم مرسي، التهم الموجهة ضده تتمثل في احتمالات قيام "حماس" باقتحام السجون وتحرير معتقلي الإخوان المسلمين، بينهم مرسي نفسه، في الشهر الأخيرة من حكم مبارك..وقد يضع تأويل منحرف للقانون المصري مرسي أمام المحكمة بتهمتي القتل والتخابر"، من الصعب تصور كيف يمكن تفسير مقاومة ديكتاتور، وقوات أمنية كان ينشرها ذلك الديكتاتور ضد المحتجين، ببعض المساعدة من الخارج على هذا النحو"، كما أن الاتهامات الأخرى مثل "التخريب الاقتصادي" ، وما شابهها تبدو مضحكة، حيث أن الأخطاء السياسية ليست جرائم في دولة متحضرة، وبالفعل إذا كان هنالك تخريب من هذا النوع، فهنالك أدلة على أن القوى المناهضة لمرسي هي الأطراف المذنبة". وذكرت الجريدة أن "طموحات الجنرال السيسي الشخصية تمثل مشكلة متزايدة، حيث بدأ في تبني أسلوب خاص من الحميمية، أسلوب قائد يخوض غمار مناقشات عميقة مع شعبه، وهو ما يشي بأنه يرى نفسه على نفس خط عبد الناصر. وقال السيسي في خطابه إنه أخبر مرسي منذ ستة شهور إن مشروعه لا يعمل، والسؤال هو أين يمكن في الوصف الوظيفي العسكري أن نجد ما يسمح للسيسي بإخبار رئيس منتخب عما يجب أن يفعله؟..إن أقصى ما يمكنه هو أن يسدي له النصح، أو أن يقترح". وأكدت أن تجاوز الجيش المصري الحد في "شعور الاستحقاق" هو أحد أوجه الأمراض السياسية التي تعاني منها مصر، إنه جيش لم يدخل في حرب على مدى جيل، ولم يواجه تحديا خطيرا من أعداء خارجية، وبالرغم من ذلك، فإنه يمتص موارد هائلة، ويستمتع بامتيازات ملحوظة، ويدعي لنفسه عن غير حق حقوقا سياسية خاصة. مصر يجب أن تحد نفوذ الجيش، ولا تعزز ذلك النفوذ، ولكن حاليا فإن قرارات الجيش وحلفائه المدنيين المتوترين حساسة للغاية، يجب أن يطلقوا سراح قيادات الإخوان، والتوصل إلى صيغة لرد الاعتبار لمرسي، ووضع إطار من المحادثات مقبول من الإخوان المسلمين، وإلا ستسفك العديد من الدماء على أرصفة القاهرة ايوا الله يجيب اللي قول الحق والله يمسخ الاعلام العربي الذي ينقل التشاش فقط