يقول باحثون إن النساء يفضّلن الرجال الذين تنتمي شخصياتهم إلى "ثالوث الظلام" وذلك بسبب رغبتهن العفوية في مقابلة شريك الحياة الذي يبدو ذا شخصية قوية، وثقة عالية بالنفس، وجسد جذاب. كشف بحثٌ علمي عن أحدث اكتشافاته حول المرأة، وهو يقول إن النساء ينجذبن إلى الرجل المنغلق ذي المظهر الكئيب الذي يوحي أن صاحبه شخصٌ يميل إلى الجنون أو أنه سيء، أو أنه من الخطورة التعرّف عليه، بحسب ما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وبدءاً من شخصية Heathcliff صاحب المزاج المتقلب في رواية Wuthering Heights، ومروراً بالشخصية السيكوباتية الشريرة ل Richard Hillman التي ظهرت في المسلسل البريطاني Coronation Street، فإن النساء ينجذبن نحو ملامح تلك الشخصيات، حسبما ذكر علماء النفس.
ولكنه ليس حب المخاطر ما يجذب النساء نحوهم، بل الرغبة الفطرية في أن تقابل شريكاً يبدو ذا عقل راسخ وشخصية لديها ثقة عالية وجسد جذاب من أجل إنجاب أطفال أصحاء. وحسبما ذكرت أبحاث journal Evolution و Human Behaviour، فإن هذا النموذج من الرجال يوحي بأن شخصياتهم تنتمي إلى ما يعرف ب "ثالوث الظلام" وهي الشخصية النرجسية، والشخصية المكيافيلية، والشخصية السيكوباتية.
والنساء اللائي يرغبن في الإنجاب يبدين رغبة واضحة في هذا النموذج، حيث يشبه سلوكهن هذا السلوك الطبيعي الذي تنتهجه إناث الحيوانات عند اختيار ذكورهن، وذلك من أجل توريث الجينات القوية والصحة الجيدة، سواء الجينات العقلية أو البدنية.
الخيال ممتلئ ب "الرجال السيئين"
والخيال ممتلئ ب "الرجال السيئين" وُسماءِ الطلعة مثل شخصية روميو في رواية شكسبير، الوريث المدلل لإحدى العائلات التي تصطدم بعائلة أخرى، وأيضاً James Dean في فيلم Rebel Without a Cause، أو حتى شخصية Danny Zuko التي لعبها جون ترافولتا في فيلم Grease.
وقد أجريت الدراسة بالتعاون بين علماء نفس من جامعة ليفربول وزملائهم في جامعات أخرى ببولندا وفنلندا. وأظهرت اختيارات 2370 أنثى ممن تبرّعن للقيام بالتجربة من خلال نموذج على الحاسوب لصور تعرض وجوهاً للرجال وضعت في مجموعات تتكوّن كل واحدة منها من صورتين، إحداهما لها ملامح لشخصيات تنتمي إلى ثالوث الظلام أكثر أو أقل من الأخرى.
وكانت النساء يخضعن لأسئلة حول انجذابهن لأي من الصورتين المعروضتين، فبعضهن كنّ منجذبات إلى الرجال ذوي الملامح الشخصية القوية التي توحي بالسيكوباتية والميكافيلية أو النرجسية، والبعض الآخر لم يكنّ كذلك.
وتتنوع مثل تلك الصفات بين "العدوانية" و"الميل إلى عدم السعادة" المرتبطة بالنزعات السيكوباتية وكذلك "الخداع" المرتبط بالميكافيلية، و"الهيمنة الذكورية" المرتبطة بالنرجسية. وعندما يتعلق الأمر بالإنجاب، فإن النتائج كانت مختلطة، وفقاً لما قالته الأبحاث عن عدد الأطفال الذين أنجبتهن النساء في الواقع.
وتوصلت الأبحاث إلى نتيجة تقول إن النساء اللائي انجذبن إلى الشخصية النرجسية كانوا على الأرجح لديهن أطفال أكثر من النسبة المتوسطة.
أما النساء اللائي انجذبن نحو الشخصية الميكافيلية كانت نسبة الإنجاب لديهن في المتوسط، أما النساء اللائي انجذبن نحو الشخصية السيكوباتية كانت نسبة الإنجاب لديهن أقل من المتوسط.
وقد وضعت النتائج في الحسبان الاختلافات الناتجة عن الفروق العمرية والحالة الصحية والعوامل الأخرى.
وأوضح الباحثون: "فحصنا ما إذا كانت التفضيلات المرتبطة بالسمات الشخصية لثالوث الظلام، تتعلق بفرص النجاح في الإنجاب لدى المرأة المعاصرة".
النرجسية مرتبطة بالنجاح
وأضافوا قائلين: "من بين الشخصيات الثلاث، وجدنا أن الشخصية النرجسية مرتبطة بوضوحٍ بالنجاح الاجتماعي والسلامة البدنية والنفسية بالنسبة للرجال، وتوقّعنا أن تكون تفضيلات النساء للشخصية النرجسية متعلّقة بنجاحهن في الإنجاب".
وكشف الباحثون "إنه في نفس السياق، وجدنا أن النساء اللائي يفضلن وجوه الرجال التي تتسم بدرجة نرجسية أكبر، كانت لهن ذرية أكثر. أما النساء اللائي يفضلن وجوه الذكور التي تميل إلى الميكافيلية، وُجد أنهن أنجبن ذرية أقل من النساء اللائي في نفس أعمارهن ولكن لا يفضلن ملامح الشخصية الميكافيلية".
وأكد الباحثون أن النساء اللائي فضلن الوجوه التي تميل إلى السيكوباتية لم يكن ثمة صلة بين نتائج اختياراتهن وعدد أطفالهن.
واختتم الباحثون: "تشير تلك النتائج إلى أن تفضيلات النساء في المجتمع الحديث لشخصيات ثالوث الظلام ربما تكون ذات صلة بنجاحهنّ في الإنجاب".