قالت مصادر ل “رويترز” إن بتروتشاينا تجري مباحثات في مرحلة متقدمة مع قطر لشراء غاز طبيعي مسال بموجب اتفاقات قصيرة وطويلة الأجل. وتحتاج الصين إلى تدبير الغاز الطبيعي المسال في إطار مسعاها لحرق الغاز الطبيعي الأقل تلويثا للبيئة بدلا من الفحم بهدف الحد من تلوث الهواء. وبعد أن بدأت بكين البرنامج العام الماضي، تفوقت الصين على كوريا الجنوبية لتصبح ثاني أكبر مشتر في العالم للغاز الطبيعي المسال. والاتفاق مع قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، أمر منطقي في الوقت الذي تسعى فيه الدوحة وراء مشترين للغاز المسال بعد توسعات إنتاجية مزمعة. وقال مصدران أحيطا علما بالمباحثات إن أحد الاتفاقات التي خضعت للنقاش في الأسبوع الماضي يتضمن ملايين الأطنان من الإمدادات السنوية بدءا من العام الجاري وحتى عام 2022. وأضاف المصدران أنه لم يتم بعد الانتهاء من تحديد السعر والكمية. وقال مصدر ثالث مطلع على المسألة إن بتروتشاينا تبحث أيضا إبرام اتفاق أطول أمدا مع قطر، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل. وطلبت جميع المصادر عدم نشر أسمائها لأن المسألة ليست معلنة. وامتنع متحدث باسم مؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، وهي الشركة الأم لبتروتشاينا، عن التعقيب فيما لم ترد قطر غاز حتى الآن على رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب التعليق. وقد ترتفع واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال 70% على مدى السنوات الثلاث القادمة إلى 65 مليون طن في 2020، وفقا لشركة الاستشارات إس.آي.إيه إنرجي. وفي العام الماضي، بلغت واردات الصين مستوى قياسيا عند 38.1 مليون طن بزيادة قدرها 46% عن السنة السابقة. وقال أحد المصادر، وهو مسؤول تنفيذي بالقطاع يعمل في بكين “الاتفاق القصير الأجل يأتي استكمالا لاتفاق قائم طويل الأجل”. وقال مصدران إن بتروتشاينا بدأت محادثات الإمدادات مع قطر، أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال، قبل عدة أشهر لتغطية فجوة سريعة النمو في الإمدادات في الأجل الطويل، في وقت من المنتظر فيه أن يرتفع الطلب بوتيرة أسرع مما تستطيع الحقول المحلية إنتاجه. وقال تشين تشو العضو المنتدب لدى إس.آي.إيه إنرجي إنه على الرغم من المنافسة المتنامية مع مصدرين منافسين مثل استراليا وروسيا والولاياتالمتحدة، تأتي قطر بين أكثر موردي الصين تنافسية بسبب حجم إنتاجها وقربها الجغرافي وانخفاض التكلفة. وتأتي المحادثات مع قطر بعد قرار الصين إضافة الغاز الطبيعي المسال من الولاياتالمتحدة إلى قائمة للسلع الأمريكية ستخضع لرسوم جمركية في ظل حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال تشين “في ضوء تنامي الإقبال على الغاز الطبيعي المسال المستورد، ينبغي للصين أن تبحث عن مصادر واستثمارات جديدة للغاز المسال. سيفيد هذا مشاريع جديدة في قطر والساحل الغربي لكندا وروسيا وموزمبيق واستراليا وبابوا غينيا الجديدة”. وتتطلع قطر إلى زيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال إلى مئة مليون طن سنويا من 77 مليون طن سنويا في الوقت الحالي.