يعمل مؤسس شركة أمازون على دخول السباق المحموم لصناعة الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، بعد أن استطاع رجل الأعمال الأميركي الشهير إيلون ماسك قلب صناعة الفضاء رأسا على عقب، بعد أن أذهل صاروخه العملاق فالكون 9 العالم. وأسس إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، صاروخ فالكون 9 القابل لإعادة الاستخدام والمنخفض التكلفة نسبيا. وأتمت سبيس إكس أكثر من 50 إطلاقا ناجها للصاروخ فالكون، وفازت بعقود بمليارات الدولارات تشمل اتفاقات مع ناسا ووزارة الدفاع الأميركية. ودخل في السباق العالمي لشركات صناعة الفضاء، يونايتد لونش ألاينس، وهي شراكة بين بوينغ ولوكهيد مارتن، وأريان جروب الفرنسية، وهي مشروع مشترك بين إيرباص وسافران. وتصمم اليابان والصين أيضا صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام. وبحسب رويترز، قالت مصادر مطلعة، إن جيف بيزوس مؤسس أمازون.كوم يسابق الزمن كي ينتشل شركته الخاصة للفضاء من وضع الشركة الناشئة، إلى وضع الإنتاج وسط مؤشرات على أن صاروخ شركته الثقيل المقرر إطلاقه في 2020 قد يتخلف عن الموعد المحدد. وضمت بلو أوريجين مئات المهندسين خلال السنوات الثلاث الماضية، وتواصل زيادة التوسع الذي وصفه أحد العاملين بأنه “مبالغ فيه”. وقال زبون كبير لرويترز، إن الشركة، التي مقرها كنت في ولاية واشنطن، تتطلع إلى مضاعفة قوتها العاملة الحالية إلى حوالي ثلاثة آلاف موظف خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة. تتركز الحاجة الملحة للشركة على صاروخ يطلق عليه اسم نيو جلين. والصاروخ الثقيل الذي تعهد بيزوس بأنه سيكون قادرا على نقل الأقمار الصناعية، بل والناس في نهاية المطاف إلى الفضاء، هو محور آمال الشركة في الفوز بالعقود العسكرية والتجارية المجزية. وستكون المرحلة الأولى للصاروخ نيو جلين قابلة لإعادة الاستخدام، وهي مسألة أساسية في استراتيجية بيزوس لخفض التكاليف وزيادة وتيرة عمليات الإطلاق. وأكد مسؤولون تنفيذيون في بلو أوريجين علانية أن الرحلات التجريبية ستبدأ في غضون عامين. لكن من غير المؤكد بعد إن كانت بلو أوريجين ستفي بهذا الموعد. وقال محللون إن إجراء تجربة ناجحة في 2020 سيعطي بلو أوريجين أفضل دفعة في مواجهة الصواريخ المنافسة، وإن صواريخ جديدة من المتوقع أن تدخل السوق في السنوات القليلة المقبلة. لكن بعد 18 عاما على تأسيسها، تجد بلو أوريجين نفسها تتخلف عن منافستها في الداخل: سبيس إكس. وفي فبراير أذهلت سبيس إكس جمهورا عالميا بالاختبار الناجح لإطلاق أحدث صواريخها، فالكون هيفي، أقوى صاروخ عامل في العالم. وكان إيلون ماسك توقع “انتهاء اللعبة” لمصنعي الصواريخ الثقيلة الآخرين في حالة نجاح إطلاق ذلك الصاروخ. لكن النبأ الطيب بالنسبة لبلو أوريجين هو أن الطلب على خدمات إطلاق الأقمار الصناعية من المنتظر أن يزيد بقوة. فمن المتوقع إطلاق حوالي 800 قمر صناعي صغير سنويا بدءا من 2020 أي أكثر من مثلي المتوسط السنوي على مدى العشر سنوات الأخيرة، وفقا لماركو كاسيريس كبير محللي قطاع الفضاء لدى مجموعة تيل في فيرفاكس بولاية فرجينيا. وقال كاسيريس “إذا أمكن أن يصبح نيو جلين جاهزا في غضون العامين القادمين فقد يكون بوسع (بلو أوريجين) اغتنام تلك الفرصة”.